تدمير المنازل وانتشار الأوبئة.. السودان يواجه فيضانات وسيول وارتفاع منسوب نهر النيل الرئيسي لمستوى قياسي | خاص
فيضانات وسيول يواجهها السودان خلال الفترة الأخيرة وزادت حدتها الأيام الماضية، بسبب ارتفاع مناسيب نهر النيل الأزرق والأبيض وعطبرة وغيرها، وهو ما أدى إلى تدمير آلاف المنازل ونزوج آلاف المواطنين السودانيين من منازلهم.
وحذر السودان المواطنين من ارتفاع مناسيب النيل، مؤكدا ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيضانات والسيول مع عمل كافة الأجهزة الرسمية على رفع حالة الطوارئ لمواجهة الخسائر.
وقالت الدكتورة تماضر الطيب، الأستاذة بجامعة الخرطوم، إن مناسيب مياه النيل والنهر قد ارتفعت بصورة مفاجئة مرة أخرى، خصوصا عند ملتقى النيل مع نهر عطبرة، كما أن السيول قطعت طريق رئيسي بولاية سنار.
وأوضحت لـ «القاهرة 24»، أن هناك تخوف من أن يؤثر ذلك على المنازل وأيضا انتشار الأوبئة والأمراض الملازمة لموسم الأمطار، مشيرة إلى أن التحذيرات وحالة الطواري من الجانب الحكومي تستهدف تفعيل الجهد الشعبي لمزيد من الحرص على زيادة التروس، وهي طريقة محلية عبارة عن أكياس ترابية، يكون فيها الجهد الشعبي أكبر من الجهد الحكومي.
وأشارت تماضر الطيب إلى أن هناك استعداد شعبي من جميع القرى والمدن المتاخمة لطول مجرى النيل سواء الأزرق والرئيسي، لكن النيل الأبيض يكون فيه الفيضان أقل، لافتة إلى هطول كبير للأمطار في منطقة البحيرات أو الهضبة الإثيوبية.
وأكدت أن الدعم الحكومي مدعوم بالدعم الشعبي، حيث توجد بعض الإشكاليات في الطرق والمجاري.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية سامح شكري، أمس، اتصالًا هاتفيًا بوزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، وذلك للاطمئنان على الأوضاع في السودان الشقيق جراء الفيضانات التي تعرضت لها عدة ولايات سودانية، حيث جدَّد الوزير شكري تضامن مصر الكامل، حكومة وشعبًا، مع الأشقاء في السودان في إطار الروابط الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
وتطرق الوزيران إلى عدد من الموضوعات على ضوء حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، والدفع قُدمًا بمزيد من التنسيق والتعاون على صعيد تحقيق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين، فضلًا عن تناول الوزيرين للعديد من الموضوعات في إطار وحدة الرؤية حيال كافة القضايا ذات الاهتمام المُشترك.
وحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة، فإن السيول والفيضانات أثرت على 12 ولاية سودانية من بين ولايات السودان الثمانية عشرة، وتضررت من جرائها قرى وطرق ومؤسسات وأملاك خاصة في كل من الجزيرة والنيل الأزرق والقضارف والخرطوم وشمال كردفان والشمالية ونهر النيل وسنار وجنوب دارفور وجنوب كردفان وغرب دارفور والنيل الأبيض.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة الذي لخص كل الأضرار التي تم حصرها، فى أكثر من 55700 شخص في جميع أنحاء السودان أصابهم ضرر جراء السيول والفيضانات، وذلك حتى مساء الخميس 19 من أغسطس ودمر ما مجموعه 3650 منزلًا، وتضرر 7500 منزل آخر، وتأثرت العديد من البنى التحتية العامة والأراضي الزراعية مثل منطقة الفاو.
أما في النيل الأزرق فقد تضرر أكثر من 1820 شخصًا (364 أسرة) من الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة في مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق.
وبحسب مصادر محلية، فقد تضرر أو دمر عدد غير مؤكد من المراحيض بسبب الفيضانات، وتخطط مفوضية العون الإنساني الحكومية (HAC) والشركاء في المجال الإنساني لإجراء تقييم مشترك بين الوكالات للمناطق المتضررة في أغسطس الجاري.