نوع جديد من الحيتان البرمائية.. القاهرة 24 يحاور قائد فريق البحث المصري الوحيد بالحفريات الفقارية
سجل فريق بحثي في مجال علوم الحفريات الفقارية، اكتشافًا جديدًا عن جنس ونوع من أسلاف الحيتان البرمائية التي وجدت بمصر منذ 43 مليون سنة.
تولى هذا البحث الذي سينشر اليوم بإحدى أكبر المجلات العالمية، الباحث عبدالله جوهر، طالب الماجستير في علوم المنصورة؛ حيث إنه من أعضاء جروب سلام لاب المهتم بدراسة الحفريات الفقارية، والقائم على تأسيسه الدكتور هشام سلام، أستاذ الحفريات الفقارية بالجامعة الأمريكية، والدكتور محمد سامح، عالم بوزارة البيئة.
أوضح الدكتور هشام سلام، الورقة العلمية التي قدمها عبدالله للمجلة، هي بمثابة طفرة لعلماء الحفريات العرب حيث إنها المرة الأولى في التاريخ التي يقود فيها فريق عربي مصري توثيق جنس ونوع جديدين من الحيتان.
أضاف سلام في تصريحات لـ القاهرة 24، أن اكتشاف الحفريات الفقارية في مصر كان حكرًا على الأجانب، إلى أن أخذ الدكتوراه من بريطانيا عام 2006، وعاد ليكون جروب بحثي متخصص في اكتشاف الحفريات الفقارية.
أوضح الدكتور هشام أن تاريخ هذا الاكتشاف يعود إلى 2008؛ حيث قام الدكتور محمد سامح باكتشاف جمجمة وعدة فقرات حفرية في وادي الحيتان، وتواصل معه لدراسة تلك الجمجمة، حيث قام عبد الله جوهر في عام 2017، أي بعد مرور 9 سنوات، بدراستها.
أردف، يتكون الجروب من شخصين أساسين؛ هما الدكتور هشام والدكتور محمد، أما الطلبة فهم عبدالله جوهر، باحث ماجستير بعلوم المنصورة، والدكتورة شروق الأشقر، والدكتور بلال سالم من علوم بنها، والدكتورة مروة الحارث من علوم الإسكندرية، والدكتورة سارة صابر من علوم أسيوط، والدكتور سناء السيد، وهي تدرس بجامعة ميتشجين بألمانيا حاليًا، ويتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا.
تابع: سمينا الاكتشاف الحوت المصري الجديد علي شرف واحة الفيوم، المكان الذي استخرجت منه حفرياته، فيومسيتس Phiomicetus، بينما تمت تسمية النوع باسم إله فرعوني قديم لإضفاء الطابع المصري القديم على هذا الاسم العلمي أنوبس؛ ليكون الاسم كاملًا فيومسيتس أنوبس.
ويسرد الدكتور هشام علام تاريخ الاكتشاف؛ حيث عاش فيومسيتس وقتما كان قطاع كبير من الأراضي المصرية مغطى بالبحر المتوسط القديم، عاشت حيوانات بحرية قديمة من بينها أسلاف الحيتان التي تعيش اليوم.
بحسبه، الحوت المصري الجديد يبلغ طوله نحو ثلاثة أمتار، ويزن نحو 600 كجم، وكان برمائي المعيشة؛ حيث كان قادرًا على المشي على اليابسة والسباحة في البحر، كما أنه تميز بقدرات شم وسمع قوية بما يشبه الثدييات التي تعيش على اليابسة.
بين سلام أن الدراسة التشريحية المفصلة لهيكل الحوت الجديد أظهرت أنه يختلف تمامًا عن كل أقرانه من الحيتان المعروفة من قبل، وأوضحت خصائصه التشريحية أنه كان يتميز بمهارات افتراس كبيرة، وعضلات فكين قوية وضخمة، مكنت هذا الحوت أن يهيمن على البيئة التي عاش فيها آنذاك، بما يشبه الحوت القاتل، حوت الأوركا، الذي يعيش اليوم، كما أن ضلوع حوت فيومسيتس تظهر علامات عض وآثار أسنان، ويعتقد الباحثون أنها صنعت بواسطة أسماك القرش الصغيرة التي من المحتمل أنها لم تكن كبيرة بما يكفي لافتراس فيومسيتس لكن تغذت على جيفته بعد مماته، مؤكدًا أن توثيق نوع جديد من الحيتان البرمائية تمثل نقطة محورية في فهم تطور الحيتان وانتقال معيشتها من اليابسة إلى الماء.
كشف الدكتور سلام عن اكتشاف جديد لباحثة بالجروب، عن نوع من أنواع الثدييات يعود عمره لنحو 34 مليون سنة، وهو لأسلاف القوارض الموجودة بأمريكا الجنوبية؛ حيث كانت في مصر ثم انتقلت إلى أمريكا الجنوبية، وسيتم الإعلان عن هذه الورقة البحثية قريبًا.