هكذا تكلم زرادشت.. ملخص فلسفة نيتشه وبذرة ظهور النازية
هكذا تكلم زرادشت.. كتاب للكل ولا لأحد، هو كتاب فلسفي، جاء بلغة شعرية نثرية، ويعد العمل الأهم والأشهر للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، كما أن الكتاب يعد تلخيصًا لأفكاره الفلسفية، ويعد العمل من أشهر الكتب الفلسفية في تاريخ الفلسفة الحديث، وعده البعض أنه من أعظم 100 كتاب في تاريخ البشرية.
ركز فيه على نبي فارسي لم يكن معروفًا للأوروبيين، لكنه كان بطلًا كبيرًا وله قصة عظيمة، تعادل قصص المسيح وسقراط من وجهة نظره، عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، يسلط الكتاب الضوء على تأملات زرادشت، مؤسس الديانة الزرادشتية.
تبنّى نيتشه في هذا الكتاب نظرية الإنسان المتفوق والتميز بين البشر، ما جعل البعض يربط بين ذلك وبين ظهور النازية بعد ذلك، حيث إنها اعتمدت في الأساس على فكرة العرق المتفوق، ويقال إنَّ هتلر كان من أشد المتأثرين به، وكان هذا الكتاب يوزع مع الجنود الألمان في الحرب، كما أثر في الفن والموسيقى والحياة الاجتماعية للكثيرين.
هكذا تكلم زرادشت.. كتاب كاره لكل متفق عليه
الإله مات، ونحن من قتلناه.. من أكثر الجمل الجدلية التي كتبها نيتشه، هو يدعو بها إلى وجود الإنسان المتطور، الإنسان المادي الذي يستمد قوته من الطبيعة ويطور في حياته ومستقبله، رفض أن يستمد البشر قيمهم من العالم غير المرأي بالنسبة له، وأن الإنسان هو أقوى الموجودات وأرفعها شأنًا، فاستبدل فكرة الإله بالإنسان الأعلى.
قسم نيتشه الأخلاق في هكذا تكلم زرادشت إلى نوعين: أخلاق السادة وأخلاق العبيد، كما آمن بفكرة أن القوي هو من يحكم، وهو من بيده السلطة، وأنه لا مساواة بين البشر، والعدالة أمر يختلف عن المساواة، وحذر من مصادقة النساء، وقال إن المرأة لا تصلح إلا للحب والتوالد، وأنه لا شرف لها، هي مجرد لعبة للرجال، تستخدم فقط لإنجاب إنسان متفوق.
دعا إلى ترك الدين والتركيز على مسألة الإنسان المتفوق الذي يصبح إله نفسه، وآمن بعدم كبح جماح العواطف التي رأتها الكنيسة عواطف محرمة، مثل الطمع والجشع والرغبة في السيطرة على الآخر، ورأى أن دعوة زرادشت بعد رحلته التأملية، كانت بأن يجد الإنسان معانٍ جديدة للحياة.
