مخالفة للقانون أم شائعات؟.. القصة الكاملة لـ علاقة نادي مستقبل وطن بالحزب وشراء كوكاولا بـ80 مليون جنيه
تناثرت أنباء خلال الساعات القليلة الماضية عن عزم نادي مستقبل وطن، الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة لكرة القدم، عقد صفقة شراء نادي كوكاولا الصاعد حديثًا إلى الدوري الممتاز، وأثارت تلك الأنباء حالة عارمة من الجدل حول قيمة الصفقة التي قد تبلغ قيمتها 80 مليون جنيه، وأحقية النادي الذي يحمل اسم حزب سياسي في لعب كرة القدم من الأساس وعقد صفقات بملايين الجنيهات.
القصة بدأت بمنشور الإعلامي عمر ربيع ياسين، الذي كتب فيه: «رسميًا نادي مستقبل وطن المتواجد حاليا في الدرجة الثالثة يحصل علي نادي كوكاكولا مقابل 80 مليون جنيه، تم توقيع العقود والإعلان يوم الاثنين»، ولاحق ذلك المنشور أسئلة عديد وحالة كبيرة من الجدل.
نادي كوكاولا بدوره أصدر بيانًا صحفيًا نفى فيه تلك الأنباء المتداولة، فقال مجدي إسماعيل، رئيس مجلس إدارة كوكاكولا، إن مجلس الإدارة مستمر في قيادته للنادي، والحديث عن بيع النادي ليس له أساس من الصحة، وأوضح أن هناك عروضًا بالفعل، لكن مجلس الإدارة والشركة الراعية للنادي بقيادة محمد علاء ترفض كافة العروض المقدمة، والنادي مُستمر في الدوري الممتاز.
بين النفي والتأكيد ظهرت أسئلة عديدة حول العلاقة بين حزب مستقبل وطن والنادي الذي يحمل الاسم نفسه، ثم الإشارة إلى مخالفة القوانين بارتباط حزب سياسي بنادي رياضي، وأيضًا عدة اتهامات وُجهت إلى الإدارة بشأن قيمة الصفقة لشراء نادٍ آخر، وهي 80 مليون جنيه، فضلًا عن تشابه شعار النادي مع شعار الحزب.
العلاقة بين حزب مستقبل وطن والنادي الذي يحمل نفس الاسم ظلت طيلة الوقت مسار تساؤلات حول سبب تأسيس حزب سياسي ناديا رياضيا، خاصةً بعد ظهور المهندس أشرف رشاد، نائب رئيس الحزب، في الكثير من الفعاليات المتعلقة بنادي مستقبل وطن، ومنها افتتاح الملاعب الجديدة، وتوقيع عقود المديرين الفنيين للفريق الأول لكرة القدم، وفريقي الكرة النسائية، والخماسي.
كما هنأ رشاد النادي على صعوده للدرجة الثالثة، وأشار في تهنئته إلى أن «نادى مستقبل وطن، إضافة قوية ومهمة للرياضة المصرية، وإضافة ستزيد من عوامل المنافسة والصراع بما يصب في النهاية لتسويق جيد للعبة وللاعبين، وجذب مزيد من الاستثمارات في المجال، الأمر الذي يجعلنا نستمر في توجيه كل سبل الدعم للتجربة والوقوف خلفها بكل قوة».
مصادر حزبية في مستقبل وطن، نفت لـ«القاهرة 24»، امتلاك الحزب للنادي الذي يحمل نفس الاسم، مشيرةً إلى أن الحزب ليس لديه أنشطة رياضية سوى الدورات التي ينفذها فقط، ولا يمتلك أي نادٍ.
قانون الرياضة الذي حمل رقم 71 لسنة 2017، كان حاسمًا بشأن امتلاك أحزاب سياسية أندية رياضية، حيث نصت المادة الأولى منه على: «الهيئة الرياضية: كل مجموعة تتألف من عدة أشخاص طبيعيين أو اعتباريين أو كلاهما معا بغرض توفى خدمات رياضية وما يتصل بها من خدمات ولا يجوز لتلك الهيئة مباشرة أي نشاط سياسي أو حزبي أو ديني أو الترويج لأفكار أو أهداف سياسية».
من جانبه، قال أحمد الجندي، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة نادي مستقبل وطن، إن الأنباء التي تردد خلال الساعات الأخيرة عن استحواذ النادي على فريق كوكاولا الصاعد حديثًا إلى الدوري الممتاز، عارية تمامًا عن الصحة، ولم يفكروا فيها من الأساس.
الجندي تابع حديثه قائلا: «مستقبل وطن نادي مستقل، ونسعي للصعود إلى الدوري الممتاز عن طريق المنافسة في الدرجات الأدنى، فالفريق صعد من الدرجة الرابعة إلى الثالثة، ونسعى هذا الموسم للصعود إلى الممتاز ب»، مشيرًا إلى أن مجلس إدارة النادي لا يمت من قريب أو بعيد بصلة إلى حزب مستقبل وطن، وأن النادي يخضع لكافة القوانين التي تحظر انتماءه إلى حزب سياسي.
سخر الجندي من الأرقام المالية التي ترددت عن صفقة بيع كوكاولا، مؤكدًا أنها تفوق قدرات نادي مستقبل وطن المادية.
اختتم الجندي حديثه مؤكدًا أن نادي مستقبل وطن بصدد تجهيز مؤتمر صحفي للإعلان عن الجهاز الفني الجديد للفريق، والصفقات التي انتدبها لتدعيم الصفوف قبل انطلاق الموسم.