حدث في مثل هذا اليوم.. توقيع معاهدة 1936 وعودة السيادة للحكومة المصرية
في مثل هذا اليوم 26 أغسطس من العام 1936، وقعّت مصر معاهدة مع بريطانيا، بمقتضاها تم الاتفاق على جلاء القوات البريطانية الموجودة في مصر، وانسحابها باتجاه قناة السويس للتمركز هناك ورعاية مصالح القناة فقط، وترك الحق للمملكة والحكومة المصرية بأن تُدير شؤنها الداخلية، حيث جرت المفاوضات بدءًا من 2 مارس حتى أغسطس في لندن، ووقّع على المعاهدة مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر.
يعود تاريخ المُفاوضات مع الجانب البريطاني إلى عام 1918، منذ أن قام سعد زغلول بتأسيس الوفد المصري،للمطالبة بجلاء الإنجليز عن البلاد، وأن تنال مصر استقلالها وحريتها، والتي سُلبت منها بالحماية البريطانية، والتي يقول عنها مصطفى النحاس في إحدى مقالاته: لقد انتهزت بريطانيا فُرصة الحرب العظمى، فأعلنت من تلقاء نفسها الحماية على مصر، لكنها أكدت عند إعلانها أنها ليست إلا ضرورة من ضرورات الحرب تنتهي بانتهائها، وأعلنت الأحكام العُرفية في مصر، وسخرت مرافقها كلها، كما سخّر كثير من أبنائها في الحرب إلى جانب الحلفاء، فكان لهم فضلهم المشهود في إحراز النصر.
يضيف النحاس باشا: حتى إذا ما ابتسم النصر لهم، كان حق تقرير المصير من أهم المبادئ التي أعلنت على أساسها، لاسترداد حقهم والذود عن حريتهم وكرامتهم واستقلالهم ضد مطامع الاستعمار.
دوى أول أصداء هذه الحركة في 13 نوفمبر سنة 1918 إذ رفع سعد وزملائه صوت مصر، وراحوا يجهرون بأماني مصر، ويُعلنون حق مصر في الحرية والاستقلال.
بنود معاهدة 1936 التي وقع عليها مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر
*انتقال القوات العسكرية من المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس، وبقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط.
*تحديد عدد القوات البريطانية في مصر، بحيث لا يزيد عن 10 آلاف جندي و400 طيار مع الموظفين اللازمين لأعمالهم الإدارية والفنية، وذلك وقت السلم فقط، أما حالة الحرب فإن إنجلترا لها الحق في الزيادة، وبهذا يصبح هذا التحديد غير معترف به.
*لا تنتقل القوات البريطانية للمناطق الجديدة، إلا بعد أن تقوم مصر ببناء الثكنات وفقا لأحدث النظم.
*تبقى القوات البريطانية في الإسكندرية 8 سنوات من تاريخ بدء المعاهدة.
*تظل القوات البريطانية الجوية في معسكرها في منطقة القنال، ومن حقها التحليق في السماء المصرية ونفس الحق للطائرات المصرية.
*في حالة الحرب تلتزم الحكومة المصرية بتقديم كل التسهيلات والمساعدات للقوات البريطانية، وللبريطانيين حق استخدام مواني مصر ومطاراتها وطرق المواصلات بها.
*بعد مرور 20 عاما من التنفيذ للمعاهدة يبحث الطرفان، فيما إذا كان وجود القوات البريطانية ضروريا لأن الجيش المصري أصبح قادرًا على حُرية الملاحة في قناة السويس وسلامتها، فإذا قام خلاف بينهما فيجوز عرضة على عصبة الأمم.
*حق مصر في المطالبة بإلغاء الامتيازات الأجنبية.
*إلغاء جميع الاتفاقيات والوثائق المنافية لأحكام هذه المعاهدة، ومنها تصريح 28 فبراير بتحفظاته الأربعة
*تحويل إرجاع الجيش المصري للسودان والاعتراف بالإدارة المشتركة مع بريطانيا
*حرية مصر في عقد المعاهدات السياسية مع الدول الأجنبية بشرط إلا تتعارض مع أحكام هذه المعاهدة
*تبادل السفراء مع بريطانيا العظمى.