يصل للانتحار.. كيف يتأثر الطفل عقب تخلي الأسرة الكافلة عنه وعودته لدار الأيتام؟
في ليلة وضحاها تتخلى بعض الأسر الكافلة للأطفال منزليًا عن الطفل بعد مرور فترة طويلة على وجوده في حياة أسرية، ويعود بعدها الطفل وحيدًا مرة أخرى لدار أيتام، وما بين متلازمة التخلي الأولى والثانية، تترنح حالتهم النفسية وتصل بعض الحالات إلى الانتحار، حسب تحليل أخصائية نفسية.
تقول الدكتورة هاجر عبد العال، أخصائية صحة نفسية، إن الأطفال بدور الأيتام يعانون في الأساس من متلازمة التخلي، وذلك بسبب تخلي الأسر عن أطفالها، سواء كانوا معلومي أو مجهولي النسب، وبعد انضمامه للأسرة الكافلة يشعر بالحنين والانتماء للأسرة، وفجأة يُحرم منها مرة أخرى.
أضافت عبد العال، في حديثها مع «القاهرة 24»، أن أطفال مؤسسات الرعاية يعانون من التهميش منذ الصغر، وعند تعرضهم لصدمة كبرى كترك الأسرة الكفالة لهم وعودتهم للدار مرة أخرى، يكونوا عرضة لمتلازمة تخلي ثانية تكون أعراضها عشرة أضعاف الأولى، موضحة أن بعض الأسر يواجهون مشكلات في بداية الكفالة، مثل استيقاظ الطفل ليلًا بفزع، إحساس بالخوف طوال الوقت، وضع أصبعه في فمه، وكلها أعراض للتخلي الأولي، الطفل يشعر وهو في بطن الأم إذا كانت تتقبله أم لا، وكلها عوامل يترتب عليها أطفال غير أسوياء ونعاني في علاجهم صعوبة بالغة.. ففي حالة متلازمة التخلي مرة أخرى، يصاب الطفل باضطرابات نفسي قد يصل إلى الانتحار.
هناك سلوكيات جديدة تظهر على الطفل بعد رجوعه مرة أخرى إلى الدار، ويرجع ذلك إلى أن الأطفال يكون لديهم تساؤلات عديدة ولا يستطيعون التعبير عنها ليصابوا بأمراض كالقلق والأرق واضطراب نوم والتوتر وزيادة أعراض متلازمة التخلي والفشل دراسيًا مستقبلًا، إضافة إلى أعراض جسمانية أيضًا تظهر على الطفل كشلل مؤقت في بعض الأعضاء، التبول اللاإرادي، اضطرابات في المعدة وقلة تركيز، حسبما أوضحت الدكتورة هاجر عبد العزيز، أخصائية صحة نفسية.
وتضرب الأخصائية النفسية، المثل بحالة الطفل صاحبة الـ3 أعوام، التي أثارت ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ أيام قليلة؛ لتخلي الأسرة الكافلة عنها، وتقول إن علاجها نفسيًا ليس بالأمر الهين، قد تستمر لسنوات حتى لو تكفلت بها أسرة أخرى ستصاب بأزمة ثقة رغم صغر سنها، أما في حالة إذا كان المكفول العائد للدار مرة أخرى في سن المراهقة ستصل حالته لأمراض عقلية وجنون وأخرى للانتحار؛ بسبب تخلي الأسرة البيلوجية في المرة الأولى وتعرضه للتخلي مرة أخرى.
وفيما يخص العلاج الذي يجب أن يخضع له الطفل ليخرج إلى دائرة الأمان مرة أخرى، ترى الأخصائية النفسية، أنه لا بديل عن خضوعه إلى علاج نفسي سلوكي والمتابعة مع مختص، بجانب تعويضه بالحب ولا احتواء سواء في دار الأيتام أو مع أسرة كافلة جديدة.
من جهته، صرح محمود شعبان، مدير الإدارة العامة للأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي، لـ«القاهرة 24»، بأن نسبة الأسر التي أعادت الأطفال مرة أخرى إلى دور الرعاية بعد كفالتهم منزليًا ضئيلة جدًا، لا تتخطى 1 %، مؤكدًا أن وزارة التضامن الوزارة تتحرك فورًا في حالة حدوث أي مشكلة للطفل المكفول، أو في حالة إبلاغ الأسرة عدم استطاعتها على التكفل بالطفل.