متحدث طالبان في حوار لـ القاهرة 24: لن نسمح لداعش والقاعدة باستخدام أفغانستان.. وهذه مواقفنا من المرأة والإخوان
قال الدكتور محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، إن الحركة لن تسمح لأي جهة أو فرد كداعش أو القاعدة في استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، موضحًا أن هروب المواطنين بعد سيطرة الحركة شائعات وأن ما حدث في مطار كابول سببه القوات الأجنبية وأمريكا.
وأضاف خلال حواره مع "القاهرة 24"، أن الحركة لا تعلم مكان هروب الرئيس الأفغاني ولكن الأيام المقبلة ستتكشف الكثير من الأمور، مضيفًا أن للمرأة الحق في التعليم والعمل لكن ليس على الطريقة الأوروبية، ووجّه الشكر إلى قطر لدعمها المستمر للحركة.
وإلى نص الحوار..
الوضع بعد سيطرتنا يتحسن يومًا بعد يوم.. والشعب تنفس الصعداء لأول مرة من 43 عامًا
نريد أن نعرف تطورات الوضع الآن في أفغانستان بعد سيطرتكم على العاصمة كابول؟
الوضع الآن في أفغانستان يتحسن يومًا بعد يوم عما كان قبل ذلك في ظل وجود إدارة كابول السابقة، والشعب تنفس الصعداء منذ أكثر من 43 سنة من الحرب في البلد، ونهاية هذه الحرب كانت أمنية كل فرد من أفراد الشعب، وهذا سيلعب دورًا مهمًا في استقرار البلد والشارع.
لا نعرف مكان هروب الرئيس الأفغاني.. والأيام المقبلة ستكشف الكثير
هل ترى أن سيطرتكم وهروب الرئيس الأفغاني خطوة نحو استقرار أفغانستان؟ وأين يوجد الآن؟ وهل بالفعل هرب بمبالغ مادية كبيرة؟
لا نعرف أين هو الآن، ولا نعرف حقيقة ما يُقال عن هروبه بمبالغ مادية كبيرة، ونترك هذه الموضوعات للمستقبل، وفي الأيام المقبلة سيظهر الكثير من الأمور.
ما ردكم على اتهامات دول ومنظمات لكم بالإرهاب والقتل وعدم مراعاة حقوق الإنسان؟
هذه الاتهامات ليست مسألة جديدة، إننا مستهدفون منذ أكثر من 20 عامًا، لم تكن لنا الفرصة لنقول كلمتنا أو نخرج للإعلام إلا خلال العامين الماضيين، هذه كلها شائعات فارغة ليس لها أصل من الحقيقة.
من الممكن أن يكون هناك تخوفات من الإرهاب لكنها خيالية وليس لها وجود في الواقع، وكذلك القتل وعدم مراعاة حقوق الإنسان ولا نعرف ما يعني ذلك، فالذين يدعون حقوق الإنسان لا يراعونها، وهو ما حدث في مطار كابول عندما نادت القوات الأجنبية جميع المتعاونين معها لنقلهم خارج البلاد، ما تسبب في تجمع حشود غفيرة من الناس، وسقوط نساء وشباب وشيوخ من الطائرات، هذه الاتهامات ادعاءات فارغة لتشوية صورة الشعب الأفغاني.
لماذا يهرب المواطنون الأفغان نحو المطار للخروج من البلاد بعد سيطرتكم؟ لماذا يوجد رعب بين المواطنين من الحركة؟
السبب وراء هذه الظاهرة لها وجهان، الوجه الذي خرج للإعلام وهو الوجه المزيف لكن الوجه الحقيقي قد يخفى على الناس.
قبل 6 سنوات كان هناك هجرة من الشباب الأفغان إلى الدول الأوروبية، وكانوا يغرقون في البحار، ولم تكن هناك المشكلة التي يروجون لها الآن بأن هناك تخوفًا، ولم يكن السبب إدارة كابول أو المحتلين، بل كان الشباب أنفسهم يريدون أن يملأوا بطونهم خارج البلاد.
ما حدث في مطار كابول سببه إعلان القوات الأجنبية نقل المتعاونين معهم وليس نحن السبب
القوات الأجنبية بعد سيطرتنا على كابول أعلنت أنها ستأخذ كل من تعاون معها طول الفترة الماضية إلى أمريكا والدول الأوروبية، وطالبت بتوجههم نحو مطار كابول، وهؤلاء الشباب الذين كانوا يبحثون عن السفر لأوروبا وأمريكا وجدوا الفرصة لذلك من دون تكلفة مادية وبالمجان.
المشكلة لا تتعلق بنا وأصدرنا عدة بيانات بأنه ليس من قبلنا أي مشكلة، وهذا ليس كلامًا فارغًا بل إننا أثبتنا ذلك عمليًّا، فعندما قبضنا على العديد من حكام الولايات مثل قندهار وهيرات وغيرهما الذين كانوا ضدنا في القتال، ووقفوا إلى جانب الاحتلال، عندما قبضنا عليهم أطلقنا سراحهم وعفونا عنهم ولم نسجنهم يومًا واحدًا، فكيف نقتل الناس ليس لدينا معهم مشكلة؟!.
وهناك نحو 40 مليون نسمة في أفغانستان، ومن هربوا إلى المطار لا يتجاوزون الآلاف، والمشكلة ليست كبيرة وترجع إلى القوات الأجنبية ولا ترجع إلينا.
المرأة لها حق التعليم والعمل ولكن ليس بالطريقة الغربية
ما رأيكم كحركة طالبان في عمل المرأة وتعليمها وخروجها دون حجاب؟
قضية المرأة واضحة في الإسلام، والقرآن هو كتابنا والسنة النبوية الشريفة أصل من أصول ديننا، ونحن متلزمون بكل ما جاء في الإسلام من حقوق لجميع البشر والإنسانية، والمرأة لها حق التعليم والعمل ولكن ليس بالطريقة الغربية ولكن حسب مبادئ وقيم الشعب، وهذا ليس أمرًا غريبًا، فكل دولة وكل شعب له خصوصياته ومبادئه وقيمه.
لن نسمح لداعش والقاعدة أو الإخوان وغيرهم باستخدام أفغانستان في أعمال إرهابية
هل هناك أي علاقة تربطكم بداعش أو القاعدة سواء فكريًّا أو استراتيجيًّا؟ وهل يمكنكم استضافة عناصر من داعش والقاعدة أو منظمات أخرى يصفها البعض بالإرهابية؟
تعهّدنا بأن أراضي أفغانستان لا تستخدم ضد أمن أي دولة أو جهة، ولا نسمح لأي فرد أو جماعة أن تستخدم أراضي أفغانستان ضد أي دولة، وهذا جاء بالاتفاقية التي تم التوقيع عليها بيننا وبين أمريكا ووافق عليها مجلس الأمن.
وهذه الأمور قبل أن تكون خطرًا على العالم ستكون خطرًا على شعبنا وأنفسنا، ولا نسمح لأي أحد أن يخل بأمننا وأمن شعبنا ويورطنا في مشاكل مع دول الجوار أو المنطقة أو المجتمع الدولة.
كيف ترى حركة طالبان تنظيم الإخوان المسلمين؟ وهل هناك علاقة بين الحركة والتنظيم؟
بالنسبة للمنظمات والأحزاب الأخرى في العالم، فنحن منشغلون بأمورنا الداخلية ونحن نعمل في خدمة شعبنا وبلدنا، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا، وهذه سياستنا ونحن ثابتون على ذلك.
ما الدول التي تلعب دورًا لحلحلة الوضع حاليًّا وممارسة وساطة لتشكيل سلطة جديدة الفترة المقبلة؟ وهل قطر وأمريكا من بين هذه الدول؟
نرحب بكل خطوة تساعد في استقرار شعبنا وبلدنا سواء دول الجوار أو المنطقة أو غيرها، فشعبنا عاش على مدار 40 عامًا في حرب، وهو بحاجة إلى المساعدات، ونحن نطلب من الجميع أن يساعدوا شعبنا، وأن تكون هذه المساعدات بشرية بحتة ولا يكون وراءها أغراض أخرى.
والدور الإيجابي في حل مشاكل بلدنا نحن نرحب به، ونحن لا نريد أي دور سلبي لأي جهة أو دولة.
وفيما يتعلق بدولة قطر، كانت لها جهود كبيرة في المفاوضات التي كانت بيننا وبين أمريكا، ونحن نشكر قطر شعبًا وأميرًا وحكومة، فقد استضافوا منذ عشر سنوات المكتب السياسي للحركة.
كيف تصف دور أمريكا على مدار عدة عقود في أفغانستان؟
دور أمريكا واضح للجميع منذ عقدين من الزمن، فقد كان هناك دور سلبي، واحتلوا بلدنا وكانت هناك حروب بيننا، جميع دول العالم كانت واقفة مع الشعب الأفغاني، ونحن نتوقع أن يكون هناك دور إيجابي لجميع الدول في دعم أفغانستان بما فيها أمريكا.
نشكر قطر على دعمنا واستضافتنا.. وأمريكا لعبت دورًا سلبيًّا على مدار عقدين
ما خطتكم خلال الفترة المقبلة وهل ستمارسون الديمقراطية السياسية عبر انتقال سلمي للسلطة؟
فيما يتعلق بالممارسة السياسية، فهذه السياسة لا بد أن تكون في خدمة البلد والشعب واستقرارهما، وتمارس حسب منافع ومصالح الشعب العليا، ونحن أيضا نمارس سياستنا في ضوء الشريعة الإسلامية وضوء مصلحة الشعب الأفغاني المسلم بنسبة تزيد على 99%.
