من المرج إلى الصعيد.. لماذا نفى الضباط الأحرار محمد نجيب؟
تحل اليوم السبت 28 أغسطس، ذكرى وفاة الرئيس اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد إنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، على يد الضباط الأحرار الذي قاد نجيب، حينها، تحركاته للإطاحة بالملك فاروق ملك مصر في ثورة يوليو 1952 وإعادة صياغة الساحة السياسية في مصر مرة أخرى، بعيدًا عن حالة الفساد التي كانت تستشري في الحياة السياسية المصرية.
لكن حالة الوفاق لم تستمر بين الضباط الأحرار، وانتهت بإقالة اللواء محمد نجيب، من رئاسة مصر ووضعه تحت الإقامة الجبرية بفعل أزمة مارس 1954، والتي يرى البعض أنها كانت بسبب وجود اتجاه يقوده نجيب يدفع بالضباط الأحرار إلى الابتعاد عن المشهد السياسي وإقامة حياة ديمقراطية وبرلمانية سليمة، بينما يصر الاتجاه الآخر الذي كان يتزعمه عبد الناصر على تكريس حكم الفرد.
بعد الأزمة تم تحديد إقامة الرئيس نجيب في فيلا بالمرج، حتى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث تم نقله إلى مدينة طما في سوهاج بصعيد مصر، بعد ورود بعض الشائعات حول قيام دول العدوان بإنزال جوي لتحرير نجيب؛ بهدف وضعه رئيسًا لمصر بدلًا من الرئيس جمال عبد الناصر.
يوضح الكاتب والمؤرخ الفرنسي، روبير سوليه في كتابه «مصر.. ولع فرنسي»، الذي يتناول تاريخ العلاقات المصرية الفرنسية تفاصيل عرض الجانب الفرنسي لمحمد نجيب؛ من أجل تولي السلطة في مصر.
يقول الكاتب، توجه ضابط مخابرات فرنسي اسمه جاك بييت إلى مصر سرًا، عقب تأميم الرئيس عبد الناصر لشركة قناة السويس، موفدًا من رئيس الوزراء الفرنسي جى موليه للتفاوض مع محمد نجيب على أن يحل بديلا لـ جمال عبد الناصر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تعادى الغرب، وتهيئ الرأي العام لإجراء مفاوضات للسلام مع الإسرائيليين.
وحسب شهادة جاك بييت، وافق نجيب على تلك المقترحات، ولكنه اشترط موافقة البريطانيين أيضا على توليه الحكم بعد الإطاحة بجمال عبد الناصر.