الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى ميلاد جوته.. ماذا قال العقاد عن إيمانه بالله؟

السبت 28/أغسطس/2021 - 07:45 م

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الألماني الكبير يوهان فولفجانج جوته، وقد تأثر جوته كثيرًا بالإسلام والقرآن الكريم في شعره، إلى الحد الذي يجعل العقاد يقول إنه كان مؤمنًا بالله.
في كتاب تذكار جيتي، وهو نفسه جوته، يؤكد العقاد على أن من عرف صفات جوته وخصائص عبقريته لم يصعب عليه أن يعرف عقيدته في الدين وآراءه في الأخلاق والاجتماع والسياسة، أو لم يصعب عليه أن يعرف الأشياء التي يمكن أن تنطوي عليها تلك العقيدة والأشياء التي لا يمكن أن تنطوي عليها؛ فإنما عقيدته وآراؤه خلاصة من صفاته وخصائص عبقريته.
 

وصل العقاد إلى أن جوته مؤمن بالله مسلم بالقدر، ويستند العقاد بقول جوته: إن الله أحكم منا وأقدر، فله أن يتصرف بنا كما يشاء.
ويعلق العقاد أن هذا هو التسليم بالقدرة الكبرى والحكمة الإلهية في الوجود، وللقدرة الإلهية دلائل كثيرة يلتمسها الباحثون في أخفى نواحي البحث وأظهرها، ويَعبُرون إليها بحارًا من الفسلفة والتصوف لا يسهل عبورها، فأما جوته فإنه لا يغوص على إيمانه ولا يركب إليه المراكب العصية، فحسبه الجمال في العالم دليلًا على الجِبِلَّةِ الإلهية فيه وفينا، أو كما قال لصديقه موللر: إن القدرة على تجميل الحس وبث الحياة في المادة الصماء بتزويجها من الفكر لهي أقوى حُجة على فطرتنا العلوية.

الدين من وجهة نظر جوته


يضيف العقاد أن الدين عند جوته لا يكون إلا واحدًا من اثنين: «فإما دين يعرف القدس ويعبده حيث يتراءى فيما حولنا بغير شكل ولا قالب، وإما دين يعرف القدس ويعبده حيث يتراءى في أجمل الأشكال والقوالب، وكل ما بين هذا وذاك فهو وثنية وجهالة»، وما دمنا نشعر بالجمال حولنا فنحن نشعر بالقدرة الإلهية في العالم وفي أنفسنا معًا.

قال كبلر: «أمنيتي أن أُدرك الله في عالمي الداخلي كما أُدركه في كل مكان من العالم الخارجي»، فقال جيتي متهكمًا: «إن الرجل الطيب لا يدري أنه حين يدرك الله فيما حوله، فالإلهي فيه متصل هنالك بالإلهي في الكون أوثق الصلات».
كذلك قال جوته لجاكوبي: «إن الأقدمين في أوج رفعتهم كانوا ينشئون القداسة من الجمال، فزيوس كبير آلهتهم لم يبلغ التمام إلا في تمثال الأولمب».
وقال جوته  لبيتر أيكرمان في عام وفاته: «دع من يشاء يبدع إن استطاع بمحض العزيمة الإنسانية، أي بغير مدد إلهي، شيئًا يضارع ما أبدعه موزار أو رفائيل أو شكسبير!».
علق العقاد ختاما بأن الجمال هو معجزة الكون الإلهية عند جوته، وهذا هو إيمان الشاعر الفنان.

تابع مواقعنا