مصدر بالخارجية المغربية: المسؤولون الجزائريون يتحملون المسؤولية السياسية والتاريخية على قرار قطع العلاقات
أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية، أن المسؤولين الجزائريين، سيتحملون المسؤولية السياسية والتاريخية عن قرارهم الأحادي الجانب وغير المبرر، بقطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، لا سيما أمام شعوب الدول المغاربية الخمس، بما فيها الشعب الجزائري الشقيق.
وشدد المصدر في تصريحات خاصة لـ«القاهرة 24»، على ضرورة أن تعي الجزائر، كما ينبغي، واجباتها والتزاماتها الدولية، ولا سيما بموجب القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الذي يلزمها بـ«تحقيق مزيد من الوحدة والتضامن بين البلدان الإفريقية وبين شعوب إفريقيا»، وميثاق الأمم المتحدة وأحكامه المتعلقة بصون السلم والأمن الدوليين وتنمية العلاقات الودية بين الأمم.
ونوه المصدر، إلى أن المغرب لاحظ منذ فترة منطق التصعيد الذي اتبعته الحكومة الجزائرية. وقد سعت المملكة إلى إدارة هذا التصعيد بحكمة وضبط النفس. وقد عكس خطاب العرش هذا التوجه، بمبدأ اليد الممدودة وبأسلوب بناء كما عهد من المغرب.
وتابع: للأسف، يلاحظ المغرب بخيبة أمل تصاعد التطرف لدى المسؤولين الجزائريين، في خطاباتهم وقراراتهم، التي تتزامن مع تفاقم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الداخلي. موضحا إلى أن الجزائر تلقي اللوم على المغرب في كل مصائبها، كما كان الحال عند اندلاع الحرائق الموسمية للغابات والاحتجاجات الشعبية ضد الوضع الداخلي في البلاد.
وأضاف: في غياب سياسة عقلانية أو قنوات موثوقة أو مواقف متماسكة، تزداد صعوبة استيعاب خطابات التواصل اللفظي وغير اللفظي للدولة الجزائرية، بصرف النظر عن العداء الأساسي.
وتساءل المصدر، كيف يمكننا أن نفهم قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، عندما تكون هذه العلاقات هي السبيل لطرح كافة القضايا التي تهم الجزائر؟ وكيف نفهم أن معظم الذرائع المقدمة لتبرير قطع العلاقات، تعود لستينات وسبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي؟ أليس هذا اعترافا ضمنيا بأنه لا يوجد شيء في علاقات اليوم يبرر هذه القطيعة الجذرية؟!
وتساءل المصدر أيضا، كيف يمكننا تفسير دعم الجزائر لوحدة المغرب العربي، في حين أنها تقاطع اجتماعات الاتحاد، وتخنقها ماليا برفضها المساهمة في ميزانية أمانتها العامة، وتصر على رفض فتح الحدود البرية أو الاستجابة لدعوة المغرب للحوار؟ وكيف يمكننا أن نستوعب أن كبار المسؤولين الجزائريين يدلون باستمرار، على جميع المستويات وبالعشرات، تصريحات تدعو إلى تقرير المصير في الصحراء المغربية، في حين يتفاجؤون عندما يذكر المسؤولون المغاربة أن تقرير المصير هو مطلب ينادي به سكان بعض المناطق في الجزائر؟
وأعرب المصدر عن استغرابه، من اتهام المسؤولين الجزائريين للمغرب، دون أدلة، بالدعم السياسي لحركتي "ماك و"رشاد"، في حين أنهم لا يخفون دعمهم العسكري والمالي والدبلوماسي لجماعة مسلحة تشكلت ضد المغرب ووحدته الترابية (جبهة البوليساريو)؟
وأكد المصدر أن هناك تناقض كبير بين القرارات والتصريحات العدوانية للجزائر، والنوايا الحسنة للمغرب وما يقوم به من خطوات متكررة للانفتاح بغية تهيئة مناخ يفضي إلى حوار صريح ومفتوح وغير مشروط، وهو ما أكده خطاب العاهل المغربي بمناسبة عيد العرش يوم 31 يوليوز 2021.
وشدد على أن المغرب، وإدراكا منه لمسؤوليته التاريخية ووفقا لثوابت سياسته الخارجية، سيواصل العمل بهدوء وحكمة ومسؤولية.