الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صادروا كتبي وتحفي وسيوفي.. كيف استقبل محمد نجيب قرار عزله؟

محمد نجيب وجمال عبدالناصر
ثقافة
محمد نجيب وجمال عبدالناصر
السبت 28/أغسطس/2021 - 10:16 م

كل ما أعرفه هو أنني أعطيت لمصر كل ما كنت أملك من حب وإخلاص ووفاء، توفي في في مثل هذا اليوم 28 أغسطس من العام 1984، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، أحد قائدة ثورة 1952، اللواء محمد نجيب.

تولى محمد نجيب الحكم بعد عزل الملك فاروق وترحيله خارج البلاد، وإعلان سقوط الملكية وبدأ الجمهورية، بتوليه منصب رئيس الجمهورية في 18 يونيو من العام 1953، حتى 14 نوفمبر عام 1954، قبل أن يتم عزله بقرار من مجلس قيادة الثورة عن منصبه، وتحديد محل إقامته طوال الفترة التالية لعزلة.

كتب محمد نجيب في حياته 4 كتب، رسالة عن السودان 1943، مصير مصر بالإنجليزية  1955، كلمتي للتاريخ 1975، كنت رئيسا لمصر.. مذكرات محمد نجيب 1984.. وتحدث نجيب في مذكراته عن حياته في طفولته وخدمته للجيش وعن الثورة وعن الحكم وعن عزلة وتحديد إقامته، وسنعرض لكم في السطور التالية، لحظات تلقيه نبأ العزل، وكيف تعامل معه.

يقول اللواء محمد نجيب قبل الشروع في سرد الأحداث.. 30 عامًا مرت على هذه الذكريات، أي وقت كتابة تلك السطور كان قد مرت 30 عامًا، سيتحدث بعد كل تلك الأعوام للمرة الأولى عن تلك اللحظات المهمة في حياته وحياة الوطن.

كان نجيب على علم بمصيره، حيث يقول: «في أكتوبر 1954 اجتمعت بصورة سرية في منزل أحد أقربائي مع محمد رياض، بعد أن غافلت الحراس الذين لم يعينوا لحمايتي إنما لمراقبتي، قال لي محمد رياض وقتها: إن هناك خطة عربية وضعت لتهريبي خارج مصر، بعد أن تأكدنا أنهم سيعزلونك.. قلت بإصرار لا فقال لي هناك خطر على حياتك!، قلت: لا، بل إنني أنصحك بالبقاء في مصر لتواجه الموقف بشجاعة، لكنه رفض وهرب إلى السعودية».

ويضيف محمد نجيب عن لحظات لقيه أنباء عزله قائلًا: «خرجت من قصر عابدين في 14 نوفمبر 1954، بعد كلمة نقلها لي عبد الحكيم عامر، بأن مجلس الثورة قرر إعفائي من منصب رئيس الجمهورية، فخرجت من مكتبي في هدوء حاملًا مصحفي، في سيارة وحيدة إلى معتقل المرج، إلى فيلا زينب الوكيل، في ذلك اليوم قال لي عبدالحكيم عامر أن إقامتي في الفيلا لن تزيد على بضعة أيام وسأعود بعدها إلى بيتي.. لكني من يوم دخلت هذه الفيلا وحتى أكتوبر 1983 لم أتركها!». 

محمد نجيب يصف ما حدث عند انتقاله لمكان إقامته الجديد

تأمين شديد، ونقاط حراسة، وأسلحة تكفي للاستخدام في معركة شرسة، هكذا رأى محمد نجيب مكان إقامته المقرر، «قبل وصولنا للفيلا، كان قد سبقنا إليها أحمد أنور قائد البوليس الحربي، الذي زرع عشرين نقطة قوية من نقاط الحراسة حول الأسوار وفوق السطح، وفي المداخل، كان تسليحها قويًا، مدافع رشاشة، وقنابل يدوية، ومدافع صغيرة، كان أحمد أنور يتصرف في تلك الساعة وكأنه يقود معركة حربية شرسة!».

هدوء تام، ولحظات تأمل، واسترجاع للذكريات، منذ ساعة واحدة كان رئيس مصر، والآن لا يستطيع أن يخطوا من مكانه خطوة واحدة «عندما دخلت إلى حديقة الفيلا، جلست على أقرب كرسي واشعلت البايب ورحت أتأمل ما يجري حولي وما جرى من قبل في هدوء، هل كانت لحظات اندهاش! فعلًا، هل كانت لحظات توتر وضيق وقلق! أكيد، هل كانت لحظات مراجعة سريعة لكل ما حدث! صحيح».

ويقول محمد نجيب، في مذكراته، إنهم صادروا منه كل شيء، وأخذوا كل ما كان في الفيلا «سارع رجال البوليس الحربي بقطف ثمار البرتقال واليوسفي من الحديقة، وحملوا معهم كل ما كان في الفيلا من أساس وسجاجيد وستائر ولوحات وتحف، وتركوها عارية الأرض والجدران، كما صادروا أوراقي وكتبي وتحفي وتِذكراتي ونياشيني وقلاداتي وسيوفي ونقودي وكل شيء يخصني كان في بيتي».

تابع مواقعنا