الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عن عودة إسعاد يونس.. وسر الـ200 جنيه المسروقة

الأحد 29/أغسطس/2021 - 10:48 م

ابتعدت الفنانة إسعاد يونس عن شاشة كاميرا السينما لـ10 أعوام، لتعود لنا في زي المرأة المصرية الأصيلة التي توفي زوجها، وتعيش مع ابنها الوحيد في إحدى الحارات الشعبية، وتُدعى عزيزة السيد، التي ارتدت عباءتها وطرحتها السوداء وذهبت لتسلم معاشها من مكتب البوسطة التابع لها، ولم يكن المال الذي تسلمته سوى ورقة وحيدة من فئة الـ200 جنيه عليها ختمها الذي وُضع عليها بالخطأ، وبعد عودتها للمنزل تُفاجأ باختفاء الـ200 جنيه، وبعد البحث عنها تكتفي بالدعاء على سارقها.

وببراعة تعرض لنا إسعاد يونس في دقائق معدودة ببداية فيلم 200 جنيه، الخطوط العريضة لشخصيتها وطريقة معيشتها، والتي تشبه أسلوب حياة الأمهات في معظم البيوت المصرية حيث مزجت بين الكرم والحرص على عدم إهدار المال في نفس الوقت دون تكلُف منها، وبعد التسليم لقضاء الله بضياع جزء كبير بالنسبة إليها من معاشها، تقرر استكمال يومها، ولكن المخرج محمد أمين يأخذنا في رحلة مع ورقة المال التي ضاعت من صاحبتها وبالطبع يكشف لنا المؤلف أحمد عبد الله سارقها.

سيطر على إسعاد يونس أسلوبها القريب من القلب في التمثيل، الذي جمع بين بساطة الإطلالة من حيث الملابس والمكياج، وتمكنها من جعل تركيز الجمهور معها فقط، ورغم انتقال الكاميرا للفنانين الذين شاركوها بالفيلم فإن الحضور كان ينتظر اللحظة التي تعود الكاميرا لها من جديد، فبطريقة سلسة تمكن المخرج محمد أمين والمؤلف أحمد عبد الله من تقسيم الوقت على جميع أبطال الفيلم ليعرض كل منهم قضية شائكة في المجتمع في دقائق معدودة، أما الـ200 جنيه فهي بطلة الفيلم الرئيسة التي تتحرك من يد شخص إلى آخر طوال الساعة ونصف.

18 نجمًا ضمهم فيلم 200 جنيه، وهي توليفة مُخيفة لأي منتج، ولكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للمنتجين محمود عبد الحميد، ووائل علي، الذي اتضحت التكلفة التي أُنفقت على كل تفاصيل العمل بين الملابس والمكياج والتصوير بشوارع وسط البلد، في إطار اجتماعي به لمحة كوميدية بسبب طابع النجوم المصريين المشاركين بالفيلم.

فمع ظهور خالد الصاوي تُناقش قضية الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء ومتوسطي الحال في مصر، وتنتقل الكاميرا لأحمد السقا الذي يعرض قضية أخرى وهي الإيثار، ونذهب لأحمد رزق ودينا فؤاد اللذين مزجا بين قضيتي إهمال الزوجة لزوجها وطريقة التعليم في مصر، ونرى ليلى علوي وصابرين يعرضان مشكلة تقلب حال الدنيا، وفي مشهد يظهر محمود البزاوي ليتحدث عن الإخلاص الزوجي رغم ضيق الحال، وهناك أحمد آدم عرض لنا النهاية العادلة للبخيل، وسليمان عيد كانت له بصمته المميزة.

بجانب كل تلك القضايا التي يشهدها المجتمع المصري، كان لأحمد السعدني ومحمود حافظ ومي سليم التي لعبت دور زوجة محمود حافظ قضية هامة وهي الخيانة، واختار المؤلف أحمد عبد الله نوعين منها، ليكون الثلاثي هم السبب في عودة الـ200 جنيه للسيدة عزيزة السيد مرة أخرى.

ومن جديد تعود الكاميرا إلى إسعاد يونس، وتعود لها الـ200 جنيه، والسر في ذلك هو دعوتها ببداية الفيلم، ولكنها ليست بالنهاية السعيدة، فبالرغم من عودة المال فإن آخر مشهد لإسعاد يونس تصرخ فيه وتبكي جاعلةً الجمهور يتأثر بحالها وتُجبر من يشاهد الفيلم على التصفيق لها، وتمكنت بطريقتها في التمثيل التي يمكن وصفها بالسهل الممتنع من أن تجعل عودتها للسينما من جديد تليق بتاريخها الفني، في عمل تعاون كل من فيه بين أبطاله والمنتج والمؤلف والمخرج، على أن يكون فيلمًا يعيش بتاريخ السينما وبذهن الجمهور.

تابع مواقعنا