عاملة نظافة تسافر من الشرقية للقاهرة بحثًا عن لقمة العيش: لعل الله يخرجنا من هذه المحنة
تقطع السيدة حياة عبد المنعم 55 عاما يوميا أكثر من 100 كيلو من الشرقية، وحتى حي الزاوية الحمراء التابع لمحافظة القاهرة، لتعمل بالحي عاملة نظافة بأجر شهري 1500 جنيه تنفق منهم 600 جنيه، هي تكلفة انتقالاتها شهريا بخلاف وجباتها الغذائية على مدار اليوم.
السيدة حياة، تمسك بالمقشة لإزالة القمامة المكلفة بتنظيفها ما بين محطة عبود ومحطة الزاوية الحمراء، وكأنها تحمل سلاحًًا تخشى أن تفرط فيه، حيث تعمل 8 ساعات يوميا لمدة 6 أيام في الأسبوع، من أجل الإنفاق على أسرتها المكونة من زوجها و5 أبناء بمراحل تعليمية مُختلفة.
تقول حياة: «زوجي المريض لم يقوى على العمل، لذلك خرجت لمساعدته في الإنفاق على الأسرة، وهذه هي الفرصة الوحيدة التي وجدتها للعمل، لكن للأسف لا يكفينا المبلغ الذي اتقاضاه لسد نفقات معيشتنا، خاصة أنني غير مُؤمن علي، وليس لدى أي حقوق تأمينية أو طبية.. يعني لو عربية خبطتني دلوقتي مش هيكون ليّ أي حقوق».
ترغب حياة عبد المنعم في العمل بوظيفة أخرى، لكن التقدم في العمر يحول دون ذلك، قائلة: «صحتي مبقتش زي الأول.. لو عندي صحة كنت اشتغلت شغلانة ثانية للإنفاق على أسرتي».
لجأت حياة إلى وزارة التضامن الاجتماعي لمساعدتها على المعيشة، وقالت: وزارة التضامن صرفت لي 500 جنيه شهريًا لمدة 6 أشهر، ثم توقفت هذه المساعدة.
بنبرة تكسوها الحزن وعيون تتلفت حولها خشية السيارات المُسرعة التي قد تُطيح بها، تقول حياة: «ولادي نفقاتهم كثيرة وأحزن لما يطلبوا مني حاجة ومش قادرة أجيبها لهم.. أرى الحرمان يحاصرهم.. لكن أعمل إيه.. ما باليد حيلة».
تنظر حياة للسماء قائلة: «لعل الله يخرجنا من هذه المحنة التي نعيشها.. نعيش على هذا الأمل».