رئيس دينية الشيوخ يطالب الحكومات والأمم المتحدة بزيادة الاهتمام بقضية الغذاء
قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن الشريعةُ الإسلاميةُ حرصت على البناء الجسدي للإنسان، وجعلته أصلا تُبنى عليه قضية العبادة والعمارة في الأرض.
أضاف عامر، خلال كلمته في منتدى الشباب للابتكار، الذي عقد اليوم الاثنين، أن الشريعة الإسلامية جعلت الحفاظ على حياة الإنسان من المقاصد الكلية الخمسة التي تدور عليها كل تفاصيل الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات، وعظمّت شأن المحافظين على حياة الإنسان والعاملين على إنقاذه من أسباب الهلاك.
أشار إلى أن وجوه هذا الإحياء والبناء والحفاظ على الحياة قضية الغذاء وإطعام الطعام، من خلال إخراج الناس من خطر الجوع، والعمل على تحسين النظام الغذائي لهم، لقوله تعالى وهو يعدد فضائل الأعمال: «أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ»، والمسغبة هي الجوع، لأن البدن الصحيح هو ميدان نشاط الروح والعقل والقلب.
رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أكد أن الإسلام حث على أن تكون عملية التغذية صحية ومفيدة، لأن البناء يبدأ بالغذاء الصحيح، وقال الله تعالى حاكيًا عن أصحاب الكهف: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ}، فالطعام الزكي لا يشترط أن يكون مرتفع السعر، لكن الطعام الجيد النظيف، الذي يؤدي دوره في دعم البدن من حيث القيمة الغذائية، فَيُقَوِّمَ أَوَدَهُ ويساعدُهُ على النمو على النحو المطلوب، وإذا تلقى البدن الغذاء الصحيح، فإنه يتمكن من القيام بسائر مهامه التي كلفه الله تعالى بها، ومن ثَمَّ تبرز الأهميةُ الكبرى لهذه القضيةِ وللمعتنين بها، وهذا يتطلبُ عملًا تثقيفيا متميزا لتعريف المخاطبين بفوائد الأغذية كما وكيفا.
لفت إلى أنه من أهم أسباب وجود أزمات في توفير الغذاء الجيد، هو عدم الاقتصاد، فقد بات أمر التبذير في الغذاء وإهدار الطعام في بلاد كثيرة واضحا، وأدى ذلك إلى مفاسد كثيرة منها قلة وصول الغذاء إلى الأماكن الأكثر احتياجا، لذلك حذرنا الحق سبحانه وتعالى من الإسراف والتبذير، ودعانا إلى الاقتصاد والترشيد فقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.
نوه عامر، بأن الزكاة والصدقة تشريعان عظيمان في الإسلام، يعملان على سد أوجه الحاجة للإنسان وعلى رأسها مسألة الغذاء.
اختتم: على الجهات المختصة والحكومات والأمم المتحدة أن تزيد من اهتمامها بهذه القضية، لا سيما بعد تراجع الأوضاع الاقتصادية في كثير من الدول، بسبب جائحة كورونا، ما أثّر على جودة التغذية في أماكن كثيرة أو انعدامها في أماكن أخرى، وأن تعتني الجهات التي تعمل في هذه المشروعات بمسألة تحري أحوال المحتاجين والمخاطبين، حرصًا على وصول الغذاء الصحيح إليهم، وللتمكن أيضًا من عملية التثقيف الغذائي بشكل ناجح.