وزير القوى العاملة: مصر قدمت 6 مليارات جنيه دعمًا للعمالة غير المنتظمة
افتتح محمد سعفان، وزير القوي العاملة، اليوم الاثنين، أعمال الدورة الرابعة عشر للمؤتمر العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التي تعقد بالغردقة، بحضور رؤساء وأعضاء الاتحادات العمالية العربية والمهنية وممثلي المنظمات العربية والعالمية، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والنقابات العمالية.
البداية، رحّب وزير القوى العاملة، بالحضور علي أرض مصر، مُتمنيًا قضاء وقتا طيبا في مصر - أرض أقدم الحضارات التي قامت على سواعد أبنائها، حيث يرجع الفضل الأكبر في استمرار وازدهار هذه الحضارة القديمة إلى إيمان المصري القديم بقيمة العمل، وتقديسه للإنتاج.
قال سعفان إن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالعمل والعمال، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف الأعباء على قطاع السياحة، حيث قام صندوق إعانات الطوارئ للعمال المنشئ بوزارة القوى العاملة، بصرف أجور العاملين بالسياحة بجانب قطاعات أخرى من المتضررة بالجائحة حتى الآن بلغت ما يزيد عن مليار جنيه.
تابع: في إطار هذا التوجيهات لرعاية الفئات الأولى بالرعاية، تم صرف أكثر من 6 مليارات جنيه على 6 دفعات للعمالة غير المنتظمة بواقع 500 جنيه في كل دفعة، وتعتبر مصر الوحيدة على مستوى العالم التي قامت بمثل هذا الدعم للعمالة المتضررة من جائحة كورونا.
أضاف الوزير: يشرفني دائمًا أن أكون اليوم بين هذه الكوكبة من القيادات النقابية الممثلة للعمال العرب على المستوى العربي ليس فقط وزيرًا للقوى العاملة، لكن كأحد أبناء الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، والذي قضيت فيه سنوات عديدة منذ أن بدأت عملي النقابي ما يزيد عن 30 عامًا، وأشرف دومًا بانتمائي إليه، وأعلم جيدًا حجم التحديات التي يواجهها، وحجم الجهد الذي يبذله زملائي النقابيين من أجل مصلحة العمال، والمحافظة على حقوقهم.
أكد سعفان أن العمال العرب يشكلون 90% من الشعوب العربية، لذا فإننا عندما نخاطب المنظمات النقابية العمالية، فإننا نخاطب شعوب العالم العربي كلها، وندعوهم إلى التكاتف وتحقيق الوحدة العربية التي نحن بحاجة شديدة إليها، لاستعادة الكيان العربي بكل قوته، رافعين شعار الاتحاد «قوتنا في وحدتنا» في مواجهة التفكك والتعددية العشوائية.
أعرب وزير القوى العاملة عن أمانيه، بأن يحقق هذا الاتحاد الدولي في دورته الجديدة حياة أفضل للعمال، ورفع مستوى معيشتهم، وضمان حق العمل وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي لهم، فضلًا عن توحيد التشريعات العمالية التي تخص العمال العرب على المستوى العربي.
اختتم الوزير قائلًا: أود أن أنتهز هذه الفرصة للتأكيد على أنه قد بات مُلحًا وعاجلًا، أن نتكاتف جميعًا لمُواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود الذي لا يعرف الحدود وليس له وطن ولا دين، فهو لا يُشكل خطرًا على أمة بذاتها، وإنما يُهدد الإنسانية بأسرها، ويحاول العبث بمقدرات الشعوب وإرهابها والنيل من أمنها واستقرارها، فلا يقتصر دور الحركات النقابية على الاهتمام بالعامل وقضاياه فحسب، وإنما لا بد أن يمتد إلى التحفيز على العمل وزيادة الإنتاج باعتباره الدرع الأقوى لمحاربة الفكر المتطرف، الذي يسعى أهل الشر لزرعه في أوساط العمل.
في ذات السياق، شدد جبالي المراغي، رئيس المؤتمر ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، على أن الساحة النقابية العربية لا زالت تشهد ما يمكن أن نطلق عليه فوضى الحراك النقابي، حيث نشهد إنشاء النقابات المستقلة والاتحادات والائتلافات النقابية في موقع العمل الواحد، الأمر الذي يؤدى إلى انتشار غير مُنضبط لهذه الكيانات، ويلقي بظلال سلبية على وحدة العمال، ويُزيد من تشرذمهم وتمزقهم، ومن هنا جاء شعار مؤتمرنا هذا (قوتنا في وحدتنا).
قال المراغي، إن الوضع النقابي العربي لا يزال غير مستقر، وقد يحتاج إلى بعض الوقت حتى ترسو سفينته على بر الأمان، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي الذي تشهده بعض الدول العربية له تداعياته على الأوضاع النقابية ليس لارتباط الحركات النقابية بالأنظمة السابقة أو اللاحقة، لكن بسبب غياب أو عدم اعتماد قوانين العمل الجديدة وقوانين التنظيم النقابي التي تلاحق وتواجه تداعيات هذه المرحلة التي نعيشها، واليى تحتاج إلى تفعيل دور أطراف العمل الثلاث، العمال أصحاب العمل والحكومات، عن طريق منظمة العمل العربية، ومن هنا لا بد أن أشيد بالدور الذي يقوم به فايز المطيري، المدير العام لتطوير آليات المنظمة من أجل تحسين ظروف عمل أفضل بوطننا العربي.
أشار إلى أنه في الآونة الأخيرة تصاعدت دعوات مشبوهة تشجع ما يسمى بالتعددية النقابية داخل بعض الدول العربية، وإيمانا من اتحادنا العام لنقابات عمال مصر بخطورة هذا التوجه السلبي وتأثيره على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد انتهينا من إصدار قانون النقابات العمالية، وحرية حق التنظيم رقم 213 لسنة 2017، والذي تم بموجبه إجراء الانتخابات العمالية للدورة النقابية الحالية من القاعدة إلى قمة التنظيم النقابي، وهو الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الذي يضم، وتشمل رعايته لجميع العاملين بما فيهم غير المنضمين للعضوية.
نوه المراغي بأن مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي يعيشها شعب مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، والتي يحظى عمال مصر بالكثير منها عن طريق مشاركتهم في إقامة المشروعات التنموية العملاقة، جاءت بتوجيهات من الرئيس السيسي للحكومة، بشأن توفير أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية، وتحسين الأحوال المعيشية التي استفاد منها عمال مصر، والمتمثلة في تعديل منظومة التشريعات العمالية، وحققت زيادة مضطردة في الأجور والمعاشات، وإقرار شهادات الأمان الوظيفي لصغار العاملين وصرف إعانات شهرية للمتضررين بسبب انتشار فيروس كورونا.
أكد رئيس المؤتمر أن ما تشهده مصر من استقرار جعلها تحظى باهتمام دول العالم هي جهود حثيثة لإطلاق العديد من المشروعات القومية والتنموية العملاقة في مختلف مجالات العمل، ومن هنا لا بد أن أشير إلى المبادرة التاريخية التي أطلقها الرئيس السيسي، وهي الجمهورية الجديدة، مشددا على أن عُمال مصر الذين شاركوا بجهودهم في المشروعات التنموية، يواصلون العمل والجهد لتحقيق أهداف إقامة الجمهورية الجديدة التي نادى بها الرئيس.
المراغي أوضح أيضًا، أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، يتابع بكل الأسى والمرارة ما يحيط بالأمة العربية من مؤامرات، ويُجدد دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله البطولي، لاسترداد حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما يجدد الاتحاد دعمه لجهود الشعب العراقي الشقيق لاستعادة الأمن والاستقرار، وترسيخ وحدته الوطنية وسيادته على كامل التراب العراقي، مناشدا الشعب اللبناني الشقيق لنبذ خلافاتهم والتوصل إلى حلول سلمية ترضى كافة الأطراف، وإنهاء أزمة الاستحقاق الرئاسي حتى يتمكن لبنان من تعزيز وحدته الوطنية.
تابع: يجدد الاتحاد مساندته للشعب السوداني الشقيق من أجل تعزيز وحدته الوطنية، كما يجدد دعمه ومساندته للشعب السوري الشقيق، لوقف الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس، مؤكدا دعمه للشعب الليبي والصومالي، مناشدًا بضرورة تعزيز وحدته الوطنية وسيادته على أراضيه، مطالبا أيضًا بوقف الصراع في اليمن الشقيق، والتفرغ لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
كما أدان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، التدخلات الأمريكية في الشئون العربية بدعوى نشر الديمقراطية أو ما يسمى بمحاربة الإرهاب، أو إعادة هيكلة المنطقة، وبناء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، واعتبارها مجرد دعوات مشبوهة تستهدف الهيمنة على المنطقة العربية، وتعزيز السيطرة على ثرواتها بما يتلاءم والمصالح الأمريكية - الإسرائيلية.