حيلة تحديث البيانات.. كيف نجح التحول الرقمي بوزارة الداخلية في ضبط عصابة سرقة عملاء بنك مصر؟
شغلت قضية سرقة المبالغ المالية من عملاء أحد البنوك الرأي العام، خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي كانت فيه أجهزة وزارة الداخلية تواصل العمل ليل نهار للوصول إلى مرتكبي تلك الواقعة، بعد أن أكد عملاء البنك تلقيهم مكالمات من أشخاص ادعوا أنهم موظفون بالبنك وعرض عليهم تحديث البيانات وربط حساباتهم البنكية بخدمات الإنترنت البنكي من خلال طرق احتيالية تمكنوا من الدخول على الحسابات الخاصة بالعملاء وإجراء تعاملات بنكية عليها.
حيلة شيطانية لـ الاستيلاء على أموال العملاء
اعترف أفراد عصابة سرقة أموال المواطنين من بنك مصر، في التحقيقات بخطتهم، حيث أقروا بأنهم كانوا يهاتفون العملاء، موضحين أنهم من موظفي البنك ويتم استدراجهم للإدلاء بالبيانات وزعمهم تحديثها كأنهم أحد ممثلي البنك، ثم يحصلون على الرقم السري عن طريق البنك ويوضحه لهم العميل ويستطيع النصاب من خلال الرقم الوصول إلى حساب العميل، ويتعامل مع الحساب أونلاين أو من خلال الكارت.
أكمل أحد المتهمين بعصابة سرقة أموال العملاء ببنك مصر، بأنه يجري تحويل المبالغ على البطاقات الذكية من حساب العميل، ثم بعد ذلك يتم سبحها متخفيا.
تابع أحد المتهمين بسرقة الأموال من حسابات العملاء ببنك مصر، خلال التحقيقات، أنهم يحصلون على البيانات الخاصة بعملاء البنوك، حتى يستطيعوا الدخول إلى حساباتهم، كما أعلنوا عن وظائف وطلبوا من المتقدمين إنشاء بطاقات دفع إلكترونية وتقديمها لهم بدعوى تحويل مرتباتهم إليها، ثم تحويل المبالغ المالية المستولى عليها من عملاء البنك إلى تلك البطاقات، وسحبوا المبالغ المالية من عدة ماكينات.
إعلانات وهمية لـ الاستيلاء على أموال عملاء البنوك
اعترفت إحدى المتهمات في سرقة أموال عملاء البنوك أمام جهات التحقيق، أنها كانت تطرح الإعلانات بالوظائف المطلوبة وتتواصل مع المتقدمين من بداية المقابلة حتى إنهاء الورق المطلوب للتعيين.
فيما اعترف أحد الأشخاص المتهمين بسرقة البنوك، بأنه بعد 3 أيام من سرقة أموال العملاء في البنوك، استطاعت العصابة الحصول على مليوني جنيه، ونجحت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بقيادة اللواء محمد عبدالله في تتبع خطوط سير الجناة وألقت القبض على المتهم بقيادة العميد سمير البابلي، باستخدام التقنيات الحديثة.
أفادت التحريات، بأن المتهمين استخدموا اتصالات هاتفية بأرقام غير مسجلة بأسمائهم، بالإضافة إلى بطاقات الدفع الإلكتروني التي كانت تُستخدم في عمليات سحب الأموال غير الخاصة بهم وتخص أشخاصًا مجني عليهم تم الاستيلاء عليها، كما كان المتهمون في وجودهم أمام ماكينات الصراف الآلي يتعمدون إخفاء وجوههم بالكمامات والجلابيب.
قالت أحد الضحايا، إن أفراد العصابة تواصلوا معها، وطلب أحدهم الانتظار على الهاتف حتى يرسل البنك لها رسالة حتى يتم التحديث ثم طلب منها بيانات الكارد.
أهابت وزارة الداخلية المواطنين بالمواطنين إلى الحذر في تلقي الاتصالات الهاتفية من أشخاص مجهولين وعدم إعطاء أي بيانات عنهم سواء، من حيث بطاقات الدفع الالكتروني أو من حيث البطاقات البيانية الخاصة بهم.
نجحت الداخلية في استعادة المبالغ المستولى عليها من المواطنين كاملة إلى عملاء البنك وفكت لغز قضية معقدة رغم اتخاذ العملاء كافة الإجراءات الاحتيالية لعدم كشف الجريمة؛ ما يؤكد احترافية وقدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع الجرائم الالكترونية المستحدثة وضبط مرتكبيها بما يسهم في الحفاظ على أموال ومدخرات المواطنين.
قال محمد الأتربي، رئيس بنك مصر، على حسابه بـ فيس بوك، إن أجهزة الأمن نجحت في القبض على المحتالين الذين نفذوا عملية سطو على حسابات بعض عملاء البنك خلال الأيام الماضية، محذرًا المواطنين من عدم الإدلاء ببياناتهم لأي شخص عبر الهاتف.