الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من فضلك.. اعتزل بكرامتك

الإثنين 30/أغسطس/2021 - 06:31 م

تعمدت خلال الأيام الماضية أن أراقب الموقف كاملًا دون الإفصاح عما بداخلي، فشاهدت وتابعت الجميع، ولأول مرة منذ سنوات أستطيع السيطرة على عقلي وقلمي وحنجرتي، فنجحت في ذلك وتعاملت مع أزمة شيكابالا الأخيرة خبريًّا فقط من موقعي الصحفي حتى أرى كيف يكون التعامل من الجميع لأنني مؤمن أن «السوشيال ميديا» قد أمسكت بريموت كنترول الضمائر، وبالفعل شاهدت العديد من المواقف التي لم أتمالك نفسي تجاهها، وتمنيت ألف مرة لو كنت صاحب قرار حتى أتمكن من الإطاحة بهؤلاء الأشخاص أصحاب الأقنعة الورقية التي تتبدل حسب الأهواء والمصالح. 

شاهدت القليلين منذ البداية وهم يتحدثون بحيادية وبوضوح دون النظر إلى المواقف والانتماءات ولا يخشون في الحق لومة لائم، ولم ينظروا إلى ريموت كنترول السوشيال ولا هوس التريند فكسبوا على الأقل احترام النفس قبل احترام الغير، وخرجوا من الأزمة منتصرين بالحفاظ على الشكل العام لهم والرصيد الذي من المؤكد أنه قد زاد في قلوب العقلاء أصحاب الضمائر وأنصار كلمة الحق، بعيدًا عن صبية التعليقات وأدمن الصفحات.

على الجانب الآخر بحثت عن البعض فوجدتهم مثل النعام قد دفنوا رؤوسهم في الرمال خوفًا من الظهور وقول رأيهم في الأزمة.. لم لا وهم يُسبحون بحمد التريند ويجعلون من السوشيال ميديا مقياس النجاح لهم بغض النظر عن المكسب الأهم وهو إرضاء الضمير المهني واحترام عقول المتابعين؟ فظهروا ضعفاء أمام الجميع، ومن المؤكد أنهم قد خسروا كثيرًا في هذه الأزمة.

كذلك لم يخلُ الأمر من بعض الجبناء الذين انتظروا إلى أين مرسى السفينة حتى يقولوا رأيهم، أي كيف ستكون الكفة الرابحة حتى يكونوا معها، فهؤلاء شاهدوا التوجه وماذا تُريد السوشيال ميديا، وبعد أيام قرورا الاستيقاظ من غفوتهم ليُعبروا بعد أن هدأت الأمور، ولكن بعد فوات الأوان، ولكن الناس لم ولن تنسى أصحاب الرأي الحر السديد دون خوف أو وصاية. 

أما عن رأيي الشخصي الذي أكتبه بقناعات تامة في أزمة شيكابالا الأخيرة دون خوف أو مجاملة أو انتظار «لايك أو شير» هو أن الجميع مذنب ومخطئ في التعامل معها، فالتنظيم كان سيئًا من كل الجوانب، فـ الاتحاد المصري لم يوفق في ظهور تسليم مراسم البطولة بهذا الشكل والزمالك لم يُشارك في ترتيب الأمور حتى بالسؤال عن أبسط الأمور في الأشخاص الذين يحق لهم الدخول أرض الملعب لأنه بـ اختصار ملعب المباراة كان به أكثر من ألف مشجع وهو ليس العدد المسموح به في المدرجات، وبالتالي كانت هناك مجاملة في دخول أضعاف العدد المسموح به من قبل الجهات.

أما عن شيكابالا الذي كثيرًا ما دافعت عنه في العديد من المواقف التي تعرض لها فأقول له إنه مخطئ ويستحق العقاب فمهما كان هو لاعب وليس دوره أن يتحول إلى إداري، وليس من المقبول أن يتجاوز في حق رئيس الاتحاد مهما كان انتمائه، ولا ينسى أن هذا الاتحاد بهذا الرئيس المؤقت هو من فاز الزمالك في عهده بالدوري الغائب.

كذلك أتمنى من اتحاد الكرة النظر في العقوبة وبالتحديد في مدة الإيقاف خاصة بعد اعتراف أحمد مجاهد شخصيًّا بأن شيكابالا لم يُخطئ في حقه بل قال له فقط «أنت أهلاوي»، وعلى شيكابالا أن يتعلم الدرس فـ القادم هو القليل في الملاعب فمن الأفضل أن يُقاتل من أجل البطولات والمباريات لا في الأزمات والمشكلات.

بقي أن أهمس في أذن أي شخص يمتلك الأدوات المباشرة للتعامل مع الناس.. شرف المهنة وكلمة الحق أعظم مليار مرة من التريند الزائف، وإذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل، وإذا لم تستطع أن تتعالج من الخوف والوقوع فريسة للسوشيال فعليك أن تعتزل من فضلك وتترك الساحة للشجعان حفاظًا على ما تبقى من شكلك وكرامتك فالوقت الحالي يحتاج الرجال فقط، وليس إلا الرجال.

تابع مواقعنا