أحمد فوزي صالح: فكرة مسلسل الحرامي 2 غير تقليدية.. والتقيتُ لصًا حقيقيًا│ حوار
مخرج موهوب لديه تيمة مختلفة في صناعة السينما، يحرص دائمًا على تقديم محتوى مختلف يعبر من خلاله عن واقع الحياة والطبقات المهمشين، ويخوض تجربة جديدة في عالم الكتابة من خلال مشاركته في التأليف بالجزء الثاني لمسلسل الحرامي.. إنه السينارسيت والمخرج أحمد فوزي صالح، صاحب فكرة مسلسل الحرامي والمشرف على كتابة جزئه الاثنين الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
التقى “القاهرة 24” المخرج والسيناريست أحمد فوزي صالح، ليكشف لنا كواليس تصوير المسلسل وتفاصيل تحضيراته، وعن الصعوبات التي واجهها أثناء الكتابة وغيرها الكثير من التفاصيل وإلى نص الحوار..
في البداية.. هل توقعت نجاح الجزء الثاني من مسلسل الحرامي؟
الحقيقة لأ، ولم يكن أحد يتوقع نجاح العمل، لكن الحمد لله شركة الإنتاج خاضت المغامرة، والعمل نال إعجاب الجمهور، واستطاعنا أن نخلق عمل مختلف عن السائد الذي يتم تقديمه، وسعيد جدا بالاختلاف.
هل حرصت على وجود بعض المشاهد الكوميدية لاستهداف شرائح الأطفال للمسلسل؟
بالتأكيد، كان جزء كبير أني أستهدف شرائح عمرية معينة ومنهم الأطفال، وظهر في الجزء الأول طفلة، وحرصنا في الجزء الثاني من المسلسل على وجود طفل وطفلة تجمعهما قصة قصيرة يستمتع بها الأطفال دون ملل على هواتف المحمول.
الكثير أعتقد أن المسلسل كوميدى.. فما تصنيف المسلسل؟
العمل في الأساس تشويقي يقوم على الإثارة وعدم معرفتك الخطوة المقبلة، وليس كوميديًا كما يتداول، طبيعي في كل عمل درامي توجد اللمحة الخفيفة اللايت مع رومانسي أو أكشن، وأكبر دليل أن مسلسل ليس كوميديًا دور الفنان بيومي فؤاد الكوميديا المفاجأة للجمهور، وقرر يغير جلده في المسلسل ودوره كان جديدًا، والجمهور لم يتوقع أن نجم كوميدي يقدم دور مليء بمشاهد مليئة بالعواطف.
ماذا عن كواليس العمل مع الفنان بيومي فؤاد؟
للأسف لم أحضر الكواليس بشكل مستمر، لأني أرى أن دوري مهمة الكاتبة وخلق عالم مكون من شخصيات ومواقف فقط، لذلك ليس من حقي التدخل في فكرة الإخراج، بالإضافة إلى من بداية كانت هناك جلسات عمل ونقاشات على سيناريو العمل مع المخرج وصناع العمل لأن هذا عمل جماعي، ليس يخص المخرج أو المؤلف فقط لا بد أن يكون في نقاش وتعاون.
لماذا فضلت اختيار بطل المسلسل في سن صغيرة؟
هذا جزء الاختلاف والتنوع المهم، الدراما المصرية غالبًا بها شرائح عمرية مش مُمثلة كأبطال، دائمًا الأبطال بيكون عمرهم 40 سنة، فكان لازم نأخذ خطوة مختلفة ونقدم عمل جريء غير تقليدي، وتقديم أحمد داش في دور البطولة يستحقه وليس له علاقة بالسن، فهو فنان كبير ولديه موهبة جبارة، والمنصات الإلكترونية أعطيت الشباب فرصة في خوض البطولات، ومش معنى أنه قدم دور بطولة في مسلسل الحرامي أنه لم يشارك في أدوار أخرى.
ما سر اختيار أن يحمل البطل جزءًا من اسمك (كمال فوزي)؟ وهل ترى فيه تشابه في الصفات بينكما؟
الحقيقة أن شخصية كمال فوزي تشبهني في الصفات، أنا ولدت في بيئة فقيرة مثل التي خرج منها البطل تماما، وتجربتي في الحياة تختصر إن الناس في المجتمع عادة لا تسمح للفقراء بالصعود طبقيًا، وهكذا أنا مازلت منتمي لطبقة المهمشين التي خرجت منها، أنتمي لها بقلبي والأفكار التي أعتنقها، وبالتالي قصدت التعبير عن هذا في مسلسل الحرامي.
كيف جاءت لك فكرة مسلسل الحرامي؟
أولا القصة مستوحى من أحداث حقيقية، وجاءت الفكرة عندما كنت أقرأ في سنة 2013 بأحد الجرائد قصة حقيقية تدور حول حرامي يعيش في منزل لمدة 40 يومًا، وقال الحرامي أثناء تحقيق النيابة أنه كان يريد أن يجلس في المنزل فقط مع عائلة تحتويه ولم يريد السرقة ولكن لم يصدقه أحد، ومن هنا نالت إعجابي القصة، وتخيلت حينها إذا تم معالجت القصة دراميًا، حيث أن هدف المسلسل حول فكرة اجتماعية تهدف للجمهور أن اللص لم يقرر أن يكون ذلك من نفسه ولكن الظروف ما دفعته ليكون لص.
هل حرصت على محاورة حرامي حقيقي أثناء تحضيرك لهذا العمل؟
نعم، بالفعل التقيت بحرامي في الواقع، وبشكل عام في كتابة أو الإخراج يجب أن يكون المؤلف أكثر حركة في العالم ويقرأ كثير، لذلك أنا أرغب دائما في مقابلة الناس وانصت بشكل دقيق إلي أزماتهم، وبالفعل أجد قصة جديدة لم تعرض فى السينما أو الدراما، وأبحث دائمآ في مشاريعي أن أقدم قصص مختلفة، وأعتقد أن أكثر الأعمال التي تحقق نجاح هي التي تعرض مشاكل الواقع في المجتمع.
هل يمكن أن تكرر تجربة فكرة مسلسلات ذات العشر دقائق في الحلقة الواحدة بعيدًا عن مشروع الحرامي؟
نعم، بكل تأكيد، أتمنى ذلك وأفكر فيه طوال الوقت، خاصة أن فكرة العشر دقائق في الحلقة الواحدة كانت فكرتي من الأساس التي خلقت منها عالم مسلسل الحرامي، اتخذت لأنها تناسب الجمهور الشباب ومتطلبات العصر الحالي الذي يميل أكثر إلى السرعة، هو ما يساعد أكثر في مشاهدة أكبر عدد من الأعمال الفنية سواء أفلام أو مسلسلات على هواتف المحمول أثناء المواصلات وعدم التقيد بمكان محدد.
هل ستكون هناك فكرة جزء ثالث لمسلسل الحرامي؟
غير معلوم حتى الآن مصير جزء الثالث للعمل، حيث إن القرار تحدده شركة الإنتاج ومنصة شاهد نت فقط ولم نستقر بعد الآن، ولكن قصة العمل دراميًا تسمح أن تكون هناك مواسم أخرى.
ماذا عن مشاركة نجلك في الجزء الثاني من مسلسل الحرامي؟ وكيف خاض تجربة التمثيل؟
المخرج أحمد الجندي هو صاحب فكرة مشاركة ابني حسن في مشاهد قليلة بالعمل، وكنت سعيد جدًا بردود فعل الجمهور على موهبته، حيث إن حسن يحب دائما التقليد وتقديم مشاهد تمثيلية أمامي وأمام جده الفنان الكبير محمود حميدة فهو يعتبر من يعيش وسط أسرة فنية، ولكن تحديد مشاركته في أعمال تمثيلية أخرى غير مقرر بشكل عام.
في النهاية.. ماذا عن جديد أعمالك الفترة المقبلة؟
انشغل بالعمل كمخرج في مسلسل مكون من 10 حلقات وسيعرض على منصات الإلكترونية حول فكرة العصابات وعالم الجريمة، بالإضافة إلى كتابة فيلم سينمائي جديد يحمل اسم هاملت مقتبس من أحداث مسرحية شكسبير، والمقرر الانتهاء منه قريبا.