الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصائد عربية.. «أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابا» أبو فراس الحمداني

تمثال أبو فراس الحمداني
ثقافة
تمثال أبو فراس الحمداني بحلب
الثلاثاء 31/أغسطس/2021 - 02:49 ص

أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابا

وَنارُ غَرامِهِ إِلّا اِلتِهابا

وَمِن حَقِّ الطُلولِ عَلَيَّ أَلّا

أُغِبَّ مِنَ الدُموعِ لَها سَحابا

وَما قَصَّرتُ في تَسآلِ رَبعٍ

وَلَكِنّي سَأَلتُ فَما أَجابا

رَأَيتُ الشَيبَ لاحَ فَقُلتُ أَهلًا

وَوَدَّعتُ الغَوايَةَ وَالشَبابا

وَما إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِن

رَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابا

بَعَثنَ مِنَ الهُمومِ إِلَيَّ رَكبًا

وَصَيَّرنَ الصُدودَ لَها رِكابا

أَلَم تَرَنا أَعَزَّ الناسِ جارًا

وَأَمرَعُهُم وَأَمنَعُهُم جَنابا

لَنا الجَبَلُ المُطِلُّ عَلى نِزارٍ

حَلَلنا النَجدَ مِنهُ وَالهِضابا

تُفَضِّلُنا الأَنامُ وَلا تُحاشي

وَنوصَفُ بِالجَميلِ وَلا نُحابى

وَقَد عَلِمَت رَبيعَةُ بَل نِزارٌ

بِأَنّا الرَأسُ وَالناسُ الذُنابى

وَلَمّا أَن طَغَت سُفَهاءُ كَعبٍ

فَتَحنا بَينَنا لِلحَربِ بابا

مَنَحناها الحَرائِبَ غَيرَ أَنّا

إِذا جارَت مَنَحناها الحِرابا

وَلَمّا ثارَ سَيفُ الدينِ ثُرنا

كَما هَيَّجتَ آسادًا غِضابا

أَسِنَّتُهُ إِذا لاقى طِعانًا

صَوارِمُهُ إِذا لاقى ضِرابا

دَعانا وَالأَسِنَّةُ مُشرَعاتٌ

فَكُنّا عِندَ دَعوَتِهِ الجَوابا

صَنائِعُ فاقَ صانِعُها فَفاقَت

وَغَرسٌ طابَ غارِسُهُ فَطابا

وَكُنّا كَالسِهامِ إِذا أَصابَت

مَراميها فَراميها أَصابا

قَطَعنَ إِلى الجِبارِ بِنا مَعانًا

وَنَكَّبنَ الصُبَيرَةَ وَالقِبابا

وَجاوَزنَ البَدِيَّةَ صادِياتٍ

يُلاحِظنَ السَرابَ وَلا سَرابا

عَبَرنَ بِماسِحٍ وَاللَيلُ طِفلٌ

وَجِئنَ إِلى سَلَميَةَ حينَ شابا

وَقادَ نَدي بنُ جَعفَرَ مِن عُقَيلٍ

شُعوبًا قَد أَسالَ بِها الشِعابا

فَما شَعَروا بِها إِلّا ثَباتًا

دُوَينَ الشَدَّ تَصطَخِبُ اِصطِخابا

تَناهَبنَ الثَناءَ بِصَبرِ يَومٍ

بِهِ الأَرواحُ تُنتَهَبُ اِنتِهابا

تَنادَوا فَاِنبَرَت مِن كُلِّ فَجٍّ

سَوابِقُ يُنتَجَبنَ لَنا اِنتِجابا

فَما كانوا لَنا إِلّا أَسارى

وَما كانَت لَنا إِلّا نِهابا

كَأَنَّ نَدي بنَ جَعفَرَ قادَ مِنهُم

هَدايا لَم يُرِغ عَنها ثَوابا

وَشَدّوا رَأيَهُم بِبَني قُرَيعٍ

فَخابوا لا أَبا لَهُم وَخابا

وَسُقناهُم إِلى الحيرانِ سَوقًا

كَما نَستاقُ آبالًا صِعابا

سَقَينا بِالرِماحِ بَني قُشَيرٍ

بِبَطنِ العُثيَرِ السُمَّ المُذابا

فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا

أَشَدَّ مَخالِبًا وَأَحَدَّ نابا

عن الشاعر أبو فراس الحمداني

هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس، استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب، درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم، وطال به الأسر وهو أمير، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله. كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهرًا على الأرجح، وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات، أما الأسر الثاني فكان سنة 962، وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم، وفي سنة 966 تم تحريره.

تابع مواقعنا