استمر حكمه 3 أشهر واتهم بالجنون.. من هو السلطان العثماني مراد الخامس
شهدت الدولة العثمانية، الكثير من حالات المؤامرة لسلب الحكم، ولكن في حالة السلطان العثماني مراد الخامس، كان الأمر مُختلفا، فلم يتم قتل أو الانقلاب عليه، بل تم اتهامه بالجنون، وهو ما حدث في مثل هذا اليوم عام 1876، وتم تنصيب عبد الحميد بن عبد المجيد الأول خلفًا له تحت اسم السلطان عبد الحميد الثاني.
مراد الخامس، هو السلطان الثالث والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية، استمر حكمه 3 أشهر فقط من 30 مايو 1876 إلى 31 أغسطس من العام نفسه، وهو ابن السلطان عبد المجيد الأول وشقيق السلاطين عبد الحميد الثاني ومحمد الخامس ومحمد السادس، ولد في القسطنطينية بقصر طوب قابي، ودرس في إسطنبول وتأثر بالثقافة الفرنسية تأثرًا شديدًا.
وصل مراد الخامس إلى الحكم، بعد خلع عمه عبد العزيز الأول في مايو 1876، ومكث في الحكم 3 أشهر فقط، حيث عزله وزراؤه وسائر رجال الدولة بتهمة أن لديه اختلال بقواه العقلية، إلى أن وصل أخيه الأصغر عبد الحميد الثاني للحكم، ونقل السلطان مراد بعد عزله إلى قصر جراجان، حيث عاش فيه حياته كسلطان سابق حتى وفاته في 1904، وكان تفكيره إصلاحيًا صميمًا، ومُستنيرا مُثقفًا يهوى الفن والأدب.
قاد مدحت باشا، أحد الوزراء الكبار حينها، المُؤامرة على مراد الخامس، والذي ولى أخوه عبد الحميد الثاني، بعدما قبل الأخير بفكرة الحكم الدستوري.
السلطان عبد الحميد، عيّن مدحت باشا صدرا أعظم، بمجرد توليه أمور السلطنة، ثم أعلن في 23 ديسمبر 1876، الدستور الذي يضمن الحريات المدينة، وينص على مبدأ الحكومة البرلمانية، لكن سرعان ما عُزل مدحت باشا في 5 فبراير 1877، وأمر بنفيه خارج البلاد، وبرر السلطان عمله هذا استنادًا إلى الدستور الجديد، من خلال استغلال تعرض مدحت باشا للهجوم من المُحافظين الأتراك، ومن أحرار الأتراك المنادين بالدستور.