ما حكم ترقيع غشاء البكارة بهدف الستر على الفتاة؟.. دار الإفتاء تجيب
أجازت دار الإفتاء المصرية إجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة قبل الزواج، وذلك سترًا لأعراض المسلمات، ومنعًا لانتشار الفاحشة بين الناس.
أوضحت الدار، في فتواها المنشورة على موقعها الرسمي، أن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، مضيفة أن الله أمر بسدِّ كل ما يوصل إليه من نظر وخلوة ونحو ذلك.
استرشدت الدار على ذلك بقول الله تعالى: «وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا»، مشيرة إلى أن الله جعل جزاءه إقامة الحد، شريطة وصول الأمر إلى الحكام، استنادًا لقوله جل وعلا: «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَة».
تابعت الفتوى أن الأصل في الشريعة هو الستر على الأعراض، مشيرًة إلى حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أكدت الدار أنه في إجازة عمليات ترقيع غشاء البكارة نهي عن إشاعة الفاحشة والمجاهرة بها، ذاكرة قوله جل في علاه: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، فضلًا عن حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا فُلاَنُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ».
واستقرت دار الإفتاء المصرية على جواز عمليات ترقيع غشاء البكارة بعد عرض جميع الأدلة السابقة، مؤكدًة أنه يجوز للسيدة رتق غشاء البكارة بالطب درءًا للمفسدة التي تترتب.