دراسات حول نجيب محفوظ 4.. الأسطورة لـ سناء شعلان
تحل هذا الأسبوع ذكرى رحيل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، ونستعرض في هذا الإطار أهم الدراسات التي تناولت أعمال نجيب محفوظ بالنقد والدراسة.
من الدراسات المهمة حول نجيب محفوظ، دراسة بعنوان الأسطورة في روايات نجيب محفوظ، للدكتورة سناء شعلان عام 2006، من الجامعة الأردنية، تؤكد خلالها ميل نجيب محفوظ، في الكثير من رواياته إلى توظيف الأسطورة، واستلهامها فيما يكتب، كما تأتي له أن يبدع أساطيره الروائية الخاصة، وهذا الشكل الروائي الأسطوري الجديد كان ثمرة لرحلة نجيب في البحث عن شكل.
وسعت الدراسة إلى الوقوف على بواعث توظيف ظاهرة الأسطورة وتجلياتها وسماتها الفنية في روايات نجيب محفوظ، لتقديم قراءة لخطابه الروائي.
وتكونت الدراسة من ثمانية فصول، تناول كل فصل منها مظهرا من مظاهر النزوع الأسطوري في روايات الكاتب، وتناولت هذه الفصول: «المكان الأسطوري، الزمن الأسطوري، الحدث الأسطوري، الشخصية الأسطورية، الكائنات الأسطورية، الموجودات الأسطورية، الرمز الأسطوري، اللغة الأسطورية».
وينصب اهتمام البحث على النتاج الروائي، الذي تعد الأسطورة مكونا من مكوناته، وكذلك يشمل البحث الروايات التاريخية الأولى لنجيب محفوظ: عبث الأقدار، ورادوبيس 1943، وكفاح طيبة، على اعتبار أنها قد استحضرت الأسطورة فيما استحضرت من مفردات فكرية وثقافية واجتماعية ضمن خطة لإعادة كتابة التاريخ الفرعوني لمصر بطريقة روائية، وهي خطة كان نجيب محفوظ قد اختطها لنفسه في بداية مشروعه الإبداعي، ثم تراجع عنها، لصالح الرواية الاجتماعية، ومن ثم لصالح الرواية الفلسفية.
جاء في الدراسة: «وتظهر النار ببعد مقدس في الأساطير، وتجد هذه القدسية مكانها في ملحمة الحرافيش،، فعاشور الناجي الجد الذي فتح باب التحرر والتمرد والمساواة والعدل على مصرعيه أمام أهل الحارة، كان يحمل قبسا من النار المقدسة، فسليمان يصف عاشور الناجي لابنه قائلا: لا يفهم عاشور إلى من اشتعل قلبه بالشرارة المقدسة».