البخاري.. بدأ حفظ الحديث صغيرًا وصنّف أول كتاب وعمره 16 عامًا
توفي في مثل هذا اليوم 1 سبتمبر من العالم 870 الإمام البخاري، صاحب الكتاب الشهير، صحيح البخاري الذي جمع فيه كل ما صح سنده من أقوال منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في مدينة بخارَى، في عام 810، واسمه الكامل، محمد بن لإسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، يرجع نسبه إلى أصول فارسية، وكان أبوه عالمًا فقيه.
بدأ البخاري في حفظ الحديث وهو ابن عشر سنين، وعندما بلغ السادسة عشر حفظ كتب ابن المبارك ووكيع، وفي الثامنة عشر من عمره، كان يصنف في فضائل الصحابة والتابعين وأقوالهم، وألف وقتها كتاب التاريخ، يقول أنه كتبه أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة، ويقول أنه كتبه ثلاث مرات، وكان صعبًا في فهمه، ويذكر أن إسحاق بن راهويه أخذه وعرضه على عبد الله بن طاهر، وقال له أيها الأمير ألا أريك سحرًا؟، فنظر فيه ابن طاهر، فتعجب منه، وقال لست أفهم.
مصنفات الإمام البخاري
له من الكتب التاريخ الكبير والتاريخ الأوسط والصغير، وله القراءة خلف الإمام، وكتاب رفع اليدين في الصلاة، وكتاب الأدب، والضعفاء الكبير، والصغير، وكتاب المبسوط، وكتاب الفوائد الذي نوه عنه الترمزي في جامعه، وكتاب أصحاب النبي، وكتاب الرد على الجهمية، وخلق أفعال العباد، والجامع المسند الصحيح من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، المعروف باسم صحيح البخاري.
تفرد البخاري بذاكرة خارقة للعادة، وعقل لا يحيد عن الفهم الصحيح، ومعرفة واطلاع بتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم، ودراية واسعة بمختلف فنون الدين، ويقال أنه انتقى أحاديث صحيحه المكون من نحو 7300 حديث، من نحو 600 ألف حديث قد حفظهم وانتخب الصحيح منهم، وظل يعمل على مصنفه هذه 16 عامًا، وتوفي الإمام البخاري بعد محنته الشهيرة التي واجهها برفض البلدان أن تستقبله، حتى رحل إلى سمرقند، ويقال أنه توفي بعد أن رفع يديه إلى السماء يدعو الله «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك» ومات بعدها وعمره 62 عامًا.
