السيسي يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة.. والقمة الثلاثية تبرز قيادة مصر للمنطقة | تقرير

أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية الفلسطينية للواجهة مرة أخرى، بعد أن تراجعت لفترات على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك بدعوته لعقد قمة مصرية فلسطينية أردنية على أرض مصر، تأكيدًا لاستمرار جهود مصر الدؤوبة في كل ما يتعلق بالوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني الشقيق.

دور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية

القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، التي انطلقت اليوم بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، جاءت لتؤكد دور مصر التاريخي والمحوري في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات، لا سيما وأن لمصر الدور الأكبر والأكثر فاعلية في إقرار تهدئة بين إسرائيل وحماس قبل نحو ثلاثة أشهر بعد 11 يومًا من أعنف مواجهة بين الطرفين، استشهد خلالها 260 فلسطينيا بينهم أكثر من 60 طفلًا، وتؤكد أيضا قيادة مصر للمنطقة خاصة ما تقوم به من جهود في القضية الفلسطينية (قضية العرب المركزية) من خلال نزع فتيل الانفجار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

السيسي يعقد جلسة مباحثات مع العاهل الأردني قبل القمة الثلاثية

أبو مازن: القمة الثلاثية بالقاهرة تبحث كيفية التحرك لدعم القضية الفلسطينية

وبالتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، قررت إسرائيل تخفيف بعض القيود المفروضة على قطاع غزة، بينها توسيع منطقة الصيد وإعادة فتح معبر كرم أبو سالم ورفع حصة القطاع من المياه وعدد تصاريح التجار، ما يؤكد قدرة مصر على التأثير والضغط لتحريك حالة الجمود التي تكتنف ملف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

من جهته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

ضرورة استئناف المفاوضات

كما أكد الرئيس السيسي، خلال استقباله اليوم الخميس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أهمية تكاتف كافة الجهود خلال المرحلة المقبلة من أجل دعم الموقف الفلسطيني تجاه التسوية السياسية، والدفع نحو استئناف المفاوضات، فضلًا عن تثبيت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع العمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني من خلال إتمام عملية المصالحة والتوافق بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، ودعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة، وكذا تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.

بدوره، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومواقف مصر الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ودورها الريادي بخدمة القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية الاستمرار في التنسيق والتواصل الدائم بين البلدين، بما يخدم مصالح الأمة وقضاياها المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وتعد مصر والأردن أهم دولتين بالمنطقة معنيتان بشكل دائم توفير أرضية مناسبة أمام الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة لطاولة المفاوضات، باعتبار أن قضايا الصراع لا تحلها الحروب وإنما المفاوضات إذا توفرت نوايا إسرائيلية خالصة في هذا الإطار.

وتكتسب القمة الثلاثية أهمية في عقدها بهذه المرحلة لتوحيد الرؤية بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، خاصة ونحن على أبواب القمة العربية المقبلة في الجزائر، وكذلك اجتماعات دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.