هل يجوز للفتاة الاستقلال عن أهلها بسبب العنف؟
قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام يرفض بشكل تام كل أشكال العنف وصوره، والدين الذي نهى عن العنف ضد الرجل كذلك لم يقره على المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير.
وأضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه يجب على الأهل الذين يستخدمون العنف مع الفتاة لتقويم سلوكها، أن لا يعالجوا الخطأ بخطأ أخر أكبر حيث أن هذا الأسلوب ليس الحل المناسب لمعالجة هذه المشكلة، مشيرا إلى أن أي إنسان عندما يبتعد عن أهله يصبح ضحية للمتطرفين والمنحرفين، كذلك الفتاة التي تستقل بحياتها بعيدا عن أهلها ستكون فريسة لعنف أكبر من قبل المجتمع الذي يرفض هذه الفكرة، حيث أنه مهما كان العنف الذي يمارسوه عليها أهلها لن يصل إلى الحد الذي يؤثر على مستقبلها ولكن الغرباء من الممكن أن يفعلوا هذا الأمر.
وأوضح أن هناك في الدين ما يُعرف بفقه المآلات، أي إذا الإنسان اتخذ قرار وأل به إلى طريق سوى فلا بأس في ذلك، أما إذا نتج عنه حدوث مشكلة أكبر فهذا الأمر لا يجوز، مؤكدًا على أن أي فتاة تفكر بهذا بالاستقلال عن أهلها لما يمارسوه عليها من عنف، عليها أن تحاول أن تتناقش معهم بالود والتفاهم لإقناعهم بأن ما يفعلوه ما هو إلا شيء ضد الدين والقانون، وإن فشلت هذه المحاولة فعليها أن تبحث عن أحد من العائلة يتصف بالعقلانية والحكمة يستطيع أن يؤثر على المحيط القريب منها الذي يمارس العنف عليها، وإن لم تستطع إنهاء العنف الممارس عليها عن طريق هذين الحلين، فمن الممكن أن تلجأ إلى إمام مسجد لمحاولة إقناع أهلها، أو الذهاب إلى لجنة المصالحة التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدًا على إنه إذا باءت كل هذه الحلول السابقة بالفشل، فما عليها سوى أن تتخذ الحل القانوني لردع أي عنف يُمارس عليها حتى وإن كان من أقرب الناس إليها.
