نص كلمة الرئيس الفلسطيني في القمة الثلاثية في القاهرة
قال محمود عباس أبو مازن، الرئيس الفلسطيني، إن بلاده تعاملت بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية التي تهدف إلى تحقيق السلام وفق الشرعية الدولية، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية.
أضاف الرئيس الفلسطيني، خلال كلمته أمام القمة الثلاثية التي عقدت اليوم بقصر الاتحادية اليوم، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني العاهل الأردني، أن فلسطين تواصل مد يدها للسلام العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية وتحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، مرحبًا بمشاركة مصر والأردن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الفلسطيني أمام القمة الثلاثية:
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلالة الملك عبد الله الثاني، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أن أتوجه بداية بالشكر الجزيل، والتقدير العميق، لأخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على استضافته الكريمة لهذه القمة الثلاثية الهامة، على أرض مصر الحبيبة، التي كانت على الدوام سندا للشعب الفلسطيني في كل مراحل نضاله، وذخرا لقضايا أمتنا العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.
هذه القمة الثلاثية التي تعقد بمشاركة كريمة من أخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذي نكن له وللأردن الشقيق كل التقدير على المواقف المشرفة، والدعم المتواصل لشعبنا وقضيتنا.
يأتي اجتماعنا هذا تتويجا للعديد من الاجتماعات والاتصالات والمشاورات الثنائية والثلاثية، وعلى المستويات كافة بما يشمل السياسية والأمنية، وأدعو حكومات الدول الثلاث لمواصلة العمل من أجل تعزيز العلاقات البينية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها، والنهوض بدور الشباب. وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر للسادة الوزراء وكبار المسؤولين في البلدان الثلاثة على جهودهم وعملهم المتواصل لتطوير العلاقات الأخوية، ولتنسيق المواقف دعما للمصالح المشتركة والمتبادلة لشعوبنا وبلداننا، وحشد الدعم للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
صاحبي الجلالة والفخامة
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات في مدينة القدس المحتلة واعتداءات المستوطنين الإرهابية بحماية جيش الاحتلال، وعدم احترام الوضع التاريخي للحرم القدسي الشريف، ومحاولاتها الآثمة لطرد الفلسطينيين من منازلهم وبخاصة في حيي الشيخ جراح وسلوان، وعمليات الهدم المتواصلة للمنازل ومصادرة الأراضي وعمليات التوسع الاستيطاني، والقتل، وحصار قطاع غزة، جميعها تؤدي إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، ما يضعنا أمام تصعيد جديد ومتكرر تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤوليته.
ومن المؤسف أن هذا الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا تحول تدريجيا إلى واقع وحشي من خلال فرض مشروع إسرائيلي للفصل العنصري والتطهير العرقي، عبر سن القوانين وإنشاء البنى التحتية وتشديد الممارسات العسكرية القمعية المخالفة للقانون الدولي.
إن مجمل هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية خلق واقعا يستحيل معه تطبيق حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، بل إنه يفتح الأبواب أمام خيارات لا تحمد عقباها. وكل ذلك يجري تحت سمع وبصر المجتمع الدولي المطالب بمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتدخل لوقفها قبل فوات الأوان.
من جانبنا، وبالرغم من كل الإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال، فإننا ما زلنا نحترم الاتفاقيات الموقعة ونعمل وفق نهج المقاومة الشعبية السلمية واتباع الطرق السياسية والدبلوماسية لتحقيق أهدافنا السياسية في الحرية والاستقلال، كما نجدد التزامنا بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومصادره لما يمثله من خطر على الأمن والسلم في منطقتنا والعالم.
صاحبي الجلالة والفخامة
لقد أظهرنا على الدوام، وفي جميع المراحل مرونة عالية، وتعاملنا بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية التي تهدف إلى تحقيق السلام وفق الشرعية الدولية، لهذا فإننا نجدد استعدادنا للعمل في هذه المرحلة على تهيئة الأجواء من خلال تطبيق خطوات بناء ثقة تشمل تحقيق التهدئة الشاملة في الأراضي الفلسطينية كاملة، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وعدم القيام بأية إجراءات أحادية الجانب.
ومن ناحية أخرى فإننا سنواصل العمل من أجل توحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالح الوطنية على أساس التزام الجميع بالشرعية الدولية، ويتبع ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تساعد في عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، والذهاب للانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني حال التمكن من إجرائها في مدينة القدس الشرقية.
وفي الوقت ذاته، نجدد التأكيد على أننا ما زلنا نمد أيدينا للسلام العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية وتحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، ونرحب بمشاركة مصر والأردن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وهو الطريق الوحيد لإنقاذ المنطقة من الدمار والفوضى.
وفي الختام، أشكركم جميعا على حسن استماعكم، وأجدد الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استضافة هذه القمة وضمان نجاحها في تحقيق أهدافها، ولجلالة الملك عبد الله الثاني على مشاركته ودعمه لعقد هذه القمة، راجيا لكم جميعا أشقائي الأعزاء، موفور الصحة والسعادة، ولشعوبنا ودولنا الشقيقة دوام الرخاء والتقدم والازدهار.
- قمة مصرية فلسطينية
- قمة فلسطين
- الرئيس السيسي
- السيسي
- الرئيس الفلسطينى
- ابو مازن
- ملك الأردن
- العاهل الاردني
- قمة مصر وفلسطين والأردن
- القضية الفلسطينية
- القمة الأردنية الفلسطينية
- القمة المصرية الأردنية
- قمة الفلسطينية الاردنية المصرية
- القمة الثلاثية الفلسطينية المصرية الاردنية
- قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية
- القمة المصرية الفلسطينية
- فلسطين
- القمة الثلاثية