تعليقًا على حملة زواج بلا مهر اللبنانية.. داعية: التنازل عنه جائز.. وعلى المرأة ألا ترخّص نفسها
قال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إن المهر في الإسلام حق من حقوق الزوجة، تأخذه كاملًا لها فقط، والدليل على ذلك قول الله تعالى: وَءاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً، وقال ابن عباس، النحلة تُعني المهر.
أضاف الداعية الإسلامي في حديثه لـ القاهرة 24، أن ابن كثير -رحمه الله- فسر هذه الآية، حيث أوضح أن الرجل يجب عليه دفع الصداق إلى المرأة حتمًا، وأن يكون طيب النفس.
استشهد علي، بقول الله عز وجل في سورة النساء، فقال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا.
حسب تفسير ابن كثير -رحمه الله- لهذه الآية، قال: إذا أراد أحدكم أن يُفارق زوجته ويستبدل مكانها غيرها فلا يأخذَنَّ مما كان أصدق الأولى شيئًا ولو كان قنطارًا من مال، والقنطار هو المال الكثير.
وتابع ابن كثير في تفسيره، أن الصداق في مقابلة البُضع، أي بما استحل من فرجها، ولذلك قال تعالى: وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ، أما الميثاق الغليظ، فهو العقد.
وأشار الداعية إلى أن المهر ليس شرطًا من شروط النكاح ولا ركنًا من أركانه، فيصح عقد النكاح دون تسميته أو استلامه، كما التخفيف في المهر وتيسيره سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوله: خير النكاح أيسره، وخير الصداق أيسره.
الداعية أكد كذلك أن المطالبة بالمهر حق، ويجوز للمرأة أن تُسقطه كله أو بعضه إذا أرادت ذلك، فقال الله تعالى: وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا.
نصح الداعية الإسلامي بتيسير الزواج وعدم المغالاة في المهور، ولكن ألا تتنازل المرأة وتُرخص نفسها، فالله تعالى جعلها غالية.
جدير بالذكر أن فتيات لبنان دشّن حملة بعنوان "تزوجني دون مهر"، وهي تشجيع للرجال بالتقدم إلى خطبة النساء دون دفع مهور، وذلك لحل مشكلة العنوسة.