يا جَمال سيدنا النبي.. لمحة من مناقب وآداب النبوة في المجالس والمعاملات
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير الناس أخلاقًا ومعلم الناس المودة والتراحم، أجمع الرواة والناقلون والعلماء على أنه أشمل أهل الأرض فضيلة، ووردت من الأحاديث والآثار ما كثر واتفق على جمال سيد البشر، في الشكل والسريرة، وما أعظم من شهادة ربنا جل وعلا حينما قال في كتابه الكريم «وإنك لعلى خلق عظيم».
محمد صفوةُ الباري ورحمته.. وبُغية الله من خلق ومن نسم.. رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل خلق الله وأحسنهم، نفسًا ورسمًا، وأعلاهم شأنًا وشأوًا، مبعوث رب الناس للناس نورًا ورحمة، وسبيل يسقي الظامئين ماءً وعلمًا، جمع له الله كل جميل، وأرسله درة كل جيل، ورد في صفاته الكثير من القول المجمع على حسنه.
عن عبد الله بن عتبة أنه سمع أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً مِن العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفه الصَّحابة في وجهه».
آداب محمد رسول الله في المعاملات والمجالس
وعن أنس بن مالك أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا صافح أو صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع، وإن استقبله بوجهه لا يصرفه عنه، حتى يكون الرجل ينصرف، ولم ير مقدمًا ركبته بين يدي جليس له».
هذا خلق الرسل، والرسول لم يكن محمد معلمًا بالأوامر والنواهي الشرعية فقط، بل كانت كل حركة وسكنة، كل تصريح وإيماءة، كل نظرة وكل بسمة، كل فعل أو عدم فعله، هي تعاليم، ومناهج يحتذى بها، الحياء الذي يفتقده معظم الناس على صغر مقاماتهم، وقلة شؤنهم، كان عند أعظم الخلق أكثر من العذراء نفسها، ونحن نتهافت اليوم على من قل حياؤه وقصر علمه وفسد فهمه.
وانظر إلى طريقة وآداب معاملة الناس، قائد المسلمين، ورسول الله، وسيد الخلق، ولينا وعظيمنا محمد، لا يلتفت بوجهه عن من يجالسه حتى يغادر لكي لا يشعر الرجل بأنه غير مرغوب في وجوده، فأي خلق هذا يا رسول الله، وأي كرم، وأي حياء، فأنت القدوة والأمل، وأنت شفيعنا إن قصرنا في العمل، صلى الله عليك وسلم.