الشراكات والاندماجات.. سلاح المطورين العقاريين لمواجهة نقص السيولة
شهد السوق العقارية، خلال الأيام الأخيرة، عددًا من القرارات هدفها ضبط العلاقة بين أطراف منظومة المتعاملين بالسوق من دولة ومطور وعميل، ولعل أبرزها تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلزام المطورين العقاريين بتنفيذ 30% قبل الإعلان عن مشروعاتهم، وضرورة صدور القرار الوزاري لضمان حقوق العملاء وسرعة تنفيذ المشروعات على أرض الواقع.
القرارات والتوجيهات تتطلب من المطورين العقاريين وضع حلول تتماشى مع مستهدفات الدولة لضبط هذا السوق باعتباره واحدًا من أهم القطاعات المؤثرة بالناتج المحلي، وكان من أبزر الحلول التي طرحها خبراء السوق العقارية خلال استطلاع رأى أجراه «القاهرة 24» متمثلة في اندماج كيانات القطاع الحكومي مع الخاص أو منفردًا في تنفيذ المشروعات العقارية لضمان توفير السيولة المالية لاستكمال مشروعاتهم.
الاندماجات تسهم في زيادة معدلات التنمية
أكد الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر للتطوير العقاري، أنه توجه العديد من الشركات للدخول في نظام التحالفات سواء كانت مع الدولة أو القطاع الخاص أمر جيد؛ يسهم في زيادة معدلات التنمية خلال الفترة المقبلة.
أضاف أن اندماج الشركات العقارية بات أمرًا ضروريًا وملحًا خلال الفترة الراهنة؛ خاصة مع القرارات التي اتخذت مؤخرًا والتي تتطلب توفير سيولة مالية كبيرة وهو يصعب على المطور فعله، لأن اعتماده الكلي على مقدمات الحجز، موضحًا أن قرار الشراكة سيخلق فرصة للمطورين لسداد أقساط الأراضي للجهات المانحة لها، بجانب تنفيذ المشروع كل ذلك في آن واحد.
أشار إلى أن ظهور شراكات بين المطورين العقاريين سيخلق منتجًا مختلفًا وأكثر احترافيًا، وتكون لديه قدرة تحمل ضغوط السوق العقارية من تذبذب في مواد البناء أو خلافه، لافتًا إلى أن آلية الاندماج بين الشركات ناجحة بكل المقاييس لكل الشركات التي تمكنت من تفعيلها خلال السنوات الماضية.
مباحثات بين الشركات العقارية
قال هاني العسال، نائب رئيس غرفة صناعة التطوير العقاري ومؤسس مجموعة مصر إيطاليا العقارية، إن الفترة الماضية شهدت مباحثات بين عدد من الشركات العقارية لاستكمال مشروعاتهم بنظام الشراكة، بعدما حصل بعضهم على أراضٍ بمساحات كبيرة ولم تتمكن من تنفيذها.
أكد أن هناك بعض المطورين اقترحوا عليه الدخول معه بنظام الشراكة في المشروعات التي تنفذها مجموعته، وهو ما يدل على أن هناك اتجاهًا من المطورين للتوسع في هذا الأمر مستقبلًا، وبما يحقق تطلعات الشركات العقارية الراغبة في النجاح.
نوه بأن مشروعات الشراكة تعد من أنجح المشروعات التي تتم في السوق العقاري ولعل أكبر دليل وتجربة على ذلك مشروع مدينتي المقام بنظام الشراكة بين كيانات قطاع حكومي وخاص، التي حققت نجاحًا كبيرًا في الوقت الذي كان يخشى عدد كبير من المطورين فشلها.
اندماج كيانات كبيرة مع الشركات الصغيرة
قال محمد دياب، المدير التنفيذي لشركة انفرجين لاستشارات التطوير وإدارة المشروعات، إن توفير الملاءة المالية لدى الشركات لن يأتي إلا من خلال قيام البنوك بتسهيل إجراءات حصول المطورين على القروض البنكية أو الدخول في مشروعات بنظام الشراكة.
أضاف أن اندماج كيانات كبيرة مع الشركات الصغيرة أمر صحي للسوق العقارية لمنع تخارج الشركات من السوق؛ لأنه في حالة حدوث هذا الأمر سيؤثر بلا شك سلبًا في القطاع، ولكن في حالة إتمام الشركات سيتولى مطور سداد قيمة الأرض لوزارة الإسكان على أن يتحمل المطور الآخر أعمال التنفيذ.
ونوه بأن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون بداية لانطلاق هذا الكيانات باعتبارها واحدة من أكبر البقع التي تضم عددًا كبيرًا من المطورين العقاريين، مشيرًا إلى أن شروط العاصمة الإدارية الجديدة محددة مدة التنفيذ، وبالتالي مطالبين بالانتهاء منها في المواعيد المحددة لضمان الجدية.