نوادر جحا.. الأقذار يزيلها مولانا القاضي
جحا، أو نصر الدين كما يطلق عليه الصوفيون، شخصية خيالية، يُنسب إليها العديد من المواقف الطريفة، والتي يكون وراء طرافتها مغذى آخر تعليمي، أو بعد فلسفي، تنتشر نوادر جحا في جميع أنحاء البلدان العربية، وصارت جزءًا من هويتنا الثقافية، والنادرة هي ما خرج من الكلام عن ما هو معتاد لدى الناس، ونحن اليوم نعرض إحدى تلك النوادر التي نسبت له، وتحمل في طياتها بعد فلسفي، بالإضافة إلى طرافة الحكاية.
تقول الحكاية:
أن جحا كان يجلس مع القاضي، يتحدثون في بعض الأمور المختلفة، وفي أثناء ذلك، جاء الشرطي برجلين إلى مجلس القضاء.
عرض الشرطي قضية الرجلين، وقال إنه وجد في الطريق بين بيتيهما أقذارًا ممنوعة، لكن كل واحد منهما يدعي أنها ليست له وأن جاره مُطالَب بإزالتها؛ لأنه هو الذي وضعها في عرض الطريق.
أراد القاضي أن يسخر من جحا ويفضح دعواه؛ لأنه كان يدَّعي العلم ويتصدى للإفتاء، ويجتمع حوله الناس كثيرًا، فأحال عليه القضية، وسأله أن يقضي فيها بالحق بين الرجلين.
قبل جحا مقترح القاضي، وسأل الشرطي: هل كانت الأقذار أقرب إلى دار هذا أو دار ذاك؟
قال الشرطي: إنها كانت في الوسط تمامًا بينهما.
قال جحا بعد تفكر: إنما يزيلها إذن مولانا القاضي، لأنها في الطريق العام، ومولانا القاضي هو المسئول عن المدينة.
