آخرُ الطِبِّ الكَيّ.. شعر خالد المحيميد
طَفَحَ الكيلُ يا سُعادُ
..... فَزُولي
لَمْ يَعُدْ فيكِ ما يُثيرُ فُضولي
لَمْ تَعودي كما عَهِدْتُكِ غَيثًا
يَمسَحُ الحَرَّ والظَّما عن حُقولي
لَمْ تَعودي كما أَلِفْتُكِ وَصلًا
يَسرِقُ الوقتَ من فَمِ المستحيلِ
منذُ عامينِ
والمواعيدُ جَرحى
تَنزِفُ البُنَّ في مقاهي طُلولي
منذُ عامينِ
يا ابنةَ الصَّيفِ
شِعري مثلُ شَعري مُهَدَّدٌ بالذُّبولِ
ذُقتُ من شَهدِكِ المَرارَ
مِرارًا
وتَصَبَّرتُ من قَبيل القَبولِ
وتَظاهرتُ بالسَّلامةِ حُبًّا
بينما القلبُ غارِقٌ بالسُّيولِ
يا دُخاني الذي يُفَسِّرُ ناري
يا ظِلالي التي تُهَمِّشُ طولي
يا بلادًا تَشَكَّلتْ من ضلوعي
أشرِعي السَّمْعَ للكلامِ الثقيلِ:
صِرتِ عاديَّةً فلا تَترَجَّيْ
بعضَ بعضي ولا قليلَ قليلي
واسمحي لي بما سَرَقتِ
وغُرِّي غيرَ قلبي
و غَرِّري
واستَحيلي...
ولتَقولي ذَبَحتُهُ بغرامي
آخرُ الهَمِّ في الهوى
أنْ تَقولي
وإذا كانتِ الدموعُ سَبيلًا لِخَلاصي
فيا فِداكِ سَبيلي
كَمْ جَميلٌ
فراقُكِ اليومَ عندي
يا التي ضاعَ في هواكِ جَميلي
ليسَ يُجديكِ بعدَ صَدِّيَ لَحظٌ
فافطِمي القلبَ عن أساكِ
وغيلي
أصبحَ الكَيُّ آخرَ الطِبِّ
لمَّا أعجَزَ الجرحُ ناجِعاتِ الحُلولِ
خالد المحيميد
يذكر أن خالد المحيميد شاعر سوري، خريج معهد المراقبين الفنيين، درس اللغة الإنجليزية قسم الترجمة في جامعة حمص، له ديوان مطبوع بعنوان خارج أسوار الوقت، من رواد موسوعة الألف شاعر التي أصدرتها النخبة الثقافية.