وزير المالية من أوزبكستان: خصصنا 2% من الناتج المحلي لدعم الفئات الأكثر تضررًا
عقد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، خلال اليوم الأول للزيارة إلى دولة أوزبكستان، لقاءات ثنائية مع نظرائه بأوزبكستان والسعودية والكويت والسودان، لدعم علاقات التعاون الثنائي المشترك، في المجال الاقتصادي، بما يُسهم في تبادل الخبرات حول سبل مكافحة فيروس كورونا، واحتواء التداعيات السلبية للجائحة، وتعزيز بنية الاقتصاد الكلي، وتحقيق المستهدفات المالية والتنموية.
يشارك محمد معيط في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي بأوزبكستان، الذي بدأ أمس الجمعة، ويستمر اليوم السبت، بحضور وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي، وغيرهم من الوزراء بالبلدان الأعضاء، وممثلي قطاع الأعمال والمجتمع المدني؛ لمناقشة سبل دفع عجلة الابتكار والشراكات والتمويل الإسلامي وسلاسل القيمة المضافة؛ من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأعضاء.
استقبل تيمور إشميتوف، وزير مالية أوزبكستان، الدكتور محمد معيط وزير المالية بمقر وزارة المالية الأوزبكية، وبحث الجانبان سبل دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتشجيع المستثمرين على استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار المشترك، وآليات زيادة حركة النقل الجوي في مجال نقل الركاب والبضائع.
أعرب وزير مالية أوزبكستان عن تطلع بلاده للاستفادة من التجربة والخبرة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي بمراعاة البعد الاجتماعي.
استعرض محمد معيط تجربة مصر في هذا المجال، خاصة من حيث إنشاء قاعدة بيانات للأسر الأكثر احتياجًا، وتقديم دعم مادى لها، وبرنامج «تكافل وكرامة»، ومشروع «حياة كريمة»، وتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، وتطوير التعليم، وذلك في إطار الرؤية العامة التي تستهدف رفع معدل النمو الاقتصادي وخلق وظائف لاستيعاب المنضمين الجدد لسوق العمل، وتم الاتفاق على استمرار الاتصالات في هذا الشأن لنقل عناصر التجربة المصرية للجانب الأوزبكي.
وجه محمد معيط الدعوة لنظيره الأوزبكى لزيارة مصر، وأعرب وزير مالية أوزبكستان عن تقديره لهذه الدعوة وتطلعه لزيارة مصر، كما ناقش في لقائه مع وزير المالية الكويتي خليفة حمادة، تداعيات جائحة كورونا على اقتصاد البلدين، والإجراءات المتخذة لتخفيف آثار هذه الأزمة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
أكد الدكتور محمد معيط أن مصر تعاملت بمنهجية استباقية من خلال تخصيص 2٪ من الناتج المحلى الإجمالي في حزمة داعمة للنشاط الاقتصادي والقطاعات والفئات الأكثر تضررًا؛ على نحو يُساعد في تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين، واستمرار دوران عجلة الاقتصاد.
في لقائه مع محمد الجدعان وزير المالية السعودي، استعرض محمد معيط، التجربة المصرية لمواجهة جائحة «كورونا»، إضافة إلى مشروعات تطوير وميكنة المنظومتين الضريبية والجمركية، التي تُسهم في تعزيز حوكمة المنظومة المالية للدولة، ودمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وتحفيز الاستثمار من خلال تيسير الإجراءات ورقمنتها، موضحًا ميكنة الإجراءات الضريبية الموحدة، وتطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية، وقرب تطبيق منظومة الإيصال الإلكتروني، إضافة إلى التعامل مع «الجمارك» عبر المنظومة الإلكترونية الموحدة للتجارة القومية «نافذة»، وتطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI»؛ بما يُساعد في تقليص زمن الإفراج الجمركي وخفض تكلفة عملية الاستيراد والتصدير.
أشاد الوزير السعودي بأداء الاقتصاد المصري الذي يعكس نجاح السياسات المالية والاقتصادية التي انتهجتها الحكومة المصرية في التعامل مع أزمة «كورونا»، مستعرضًا ما اتخذته بلاده من إجراءات لدعم القطاعات المتضررة للتخفيف من حدة «الجائحة».
بحث وزير المالية المصري في لقائه مع الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، سبل دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات؛ تحقيقًا لطموحات الشعبين الشقيقين، من خلال السعي الجاد للاستغلال الأمثل لفرص التعاون الاقتصادي والاستثماري؛ بما يُجسد روابط الأخوة التاريخية بين شعبي وادي النيل.
كما بحث معيط والدكتورة هالة السعيد، وزير التخطيط، في لقائهما مع المهندس هاني سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، المشروعات التي تنفذها المؤسسة داخل مصر، وأكد رئيس المؤسسة أن أكبر محفظة تعاون للمؤسسة الدولية الإسلامية للتنمية هي مع مصر، لافتًا إلى حرصه على دعم كل المبادرات التنموية في مصر، ومنها المشروع القومي «حياة كريمة»، ومن المقرر أن يزور مصر خلال الأيام المقبلة لبحث سبل دفع التعاون بين الجانبين.
شارك وزير المالية في المائدة المستديرة التي نظمها البنك الإسلامي بأوزبكستان، حول سبل التعافي من آثار جائحة «كورونا» على المدى القصير، ومواجهة الفقر، وبناء القدرات الاقتصادية على المدى المتوسط، وتحقيق التقدم الاقتصادي، بما يتسق مع المعايير البيئية.