الناقد محمود الضبع: نجيب محفوظ كاتب استثنائي في تاريخ الكتابة العربية
قال الناقد الدكتور محمود الضبع، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة قناة السويس، رئيس دار الكتب المصرية والوثائق المصرية سابقا، إن نجيب محفوظ يعد كاتبا استثنائيا عن جدارة في تاريخ الكتابة العربية.
أوضح الضبع في تصريحات لـ القاهرة 24: نجيب استثنائي لأنه استطاع تطوير السرد العربي «القصة والرواية والمسرحية» في زمن مبكر كانت التجربة العربية فيه ما تزال في عهودها الأولى من جهة، ومن جهة ثانية لأنه استطاع أن يفلسف السرد، بأن يصور الأبعاد الفكرية للشخصيات والأحداث والأماكن، ومن جهة ثالثة لأن كتابته استطاعت تصوير المجتمع المصري على اختلاف طبقاته وشرائحه الاجتماعية.
تابع: يمكن تقسيم أعمال نجيب محفوظ حسب النوع الأدبي إلى ثلاثة أشكال: الأول شكل القصة القصيرة، التي بدأ بها وانتهى إليها «19 مجموعة»، والثاني شكل الرواية التي اتسع الإنتاج فيها «35 عملا»، والثالث شكل المسرحية «نحو سبعة أعمال في سياق التصنيفين الأول والثاني»، ويضاف إليها جميعا كتابة السيناريو التي بدأ بها حياته، وأنجز فيها 26 سيناريو، منها اشتراكه في فيلم الأرض، وفيلم صلاح الدين.
أضاف الضبع: غير أنه على الرغم من هذا التقسيم النوعي، إلا أن مفهوم النوع عنده يصعب الوقوف عليه في كثير من الأحيان، فمثلا «حديث الصباح والمساء» و«المرايا» كلتاهما فصول منفصلة لشخصيات متعددة، وتكاد تكون حكايات عن كل شخصية، لكنه استطاع أن ينسجها على نحو يصعب أدبيا أن يتكرر بهذه الإبداعية، وهو ما اتضح عند إنتاج الأولى في مسلسل تليفزيوني.
يحتفل مصر والعالم بالذكرى الخامسة عشر على رحيل أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، الذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، تاركا خلفه تراثا أدبيا فريدا، وأعمال تغنى بها المكتبة العربية، مثل «الثلاثية، اللص والكلاب، أولاد حارتنا» وغيرها من الروايات التي وضعت الرواية العربية في مصاف الروايات العالمية.