رسائل بين السطور.. هل هناك علاقة بين القمة المصرية القبرصية ومحادثات القاهرة مع أنقرة؟ | خاص
رسائل واضحة بعث بها الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي اليوم بالقاهرة، أهمها تأكيد الموقف المصري الثابت إزاء قضايا منطقة شرق المتوسط، والقضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة والأطر التي توافق المجتمع الدولي عليها.
هذه الرسائل أثارت العديد من التساؤلات حول القمة المصرية القبرصية على المستوى الرئاسي التي تنعقد قبل أيام قليلة من الجولة الاستكشافية الثانية للمشاورات المصرية التركية والتي تنعقد في أنقرة خلال أيام، وأبرز هذه التساؤلات كانت حول علاقة هذه القمة بالمشاورات بين القاهرة وأنقرة.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن مصر تنقل رسالة إلى قبرص واليونان أن مسار العلاقة المرتقبة مع تركيا أي كان نجاحها في الجولة المقبلة مرتبط بالحرص على العلاقات مع أثينا ونيقوسيا، موضحا أن ذلك يؤكد حسن وتحرك مصر في علاقاتها الدولية.
أوضح فهمي لـ "القاهرة 24" أن هذا الأمر يشير إلى أن القاهرة حريصة على استمرار التعاون مع قبرص واليونان وأنها تدعم وحدة الجزيرة القبرصية، لافتا إلى أن الزيارة تبعث برسائل طمأنينة إلى الأطراف الحليفة لمصر وعلى رأسها قبرص واليونان، خاصة وأن موقف مصر التاريخي تجاه قبرص جيد وتم ترسيم الحدود مع قبرص واليونان.
أشار إلى أن القاهرة تؤكد استمرارية العمل داخل منتدى غاز شرق المتوسط وخارجه في العلاقات مع الدول الرئيسية خاصة قبرص واليونان.
استبعد المحلل السياسي المصري حدوث انفراجة في العلاقة القبرصية التركية لأنها معقدة بصورة تامة، موضحا أن عودة العلاقات المصرية التركية لا يعني تلقائيا تليين الموقف التركي تجاه قضاياها في شرق المتوسط، وأهم هذه القضايا علاقاتها مع قبرص واليونان ودخول منتدى الغاز وهذه أمور صعبة التحقق.
ذكر أنه ربما يكون هناك تهدئة في الخطاب الإعلامي التركي ومواجهة مناطق البحث والتنقيب في المناطق القبرصية.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي، أكد الرئيس السيسي على موقف بلاده الثابت إزاء الوضع في منطقة شرق المتوسط والقضية القبرصية، والمستند إلى ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم تدخل الشؤون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول.
شدد السيسي على أهمية احترام الحقوق السيادية اتصالا بمسألة التنقيب عن الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية في مناطقها الاقتصادية الخاصة طبقا للقانون الدولي واتفاقيات تعيين الحدود البحرية ذات الصلة.
أشار إلى أن موقف مصر الثابت من مساعي تسوية القضية القبرصية وفقا للمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الأصلة، مشددا على تضامن مصر مع قبرص حيال أي ممارسات من شأنها المساس بالسيادة القبرصية أو محاولات فرض الأمر الواقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، بما يقوي فرص التوصل لتسوية القضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة والأطر التي توافق المجتمع الدولي عليها.
رأى الباحث المصري المتخصص في الشأن التركي كرم سعيد أن القمة المصرية القبرصية تأتي في سياق الاجتماع الدوري لمجلس الأعمال بين البلدين، لكن هذه المرة شهدت حضور رئاسي لأول مرة.
أوضح لـ "القاهرة 24"، أن هناك 3 دلالات لهذه القمة، أولها التأكيد على الاستمرار في العلاقات المصرية القبرصية، والثانية أن التحالف المصري سواء فيما يتعلق بأزمات شرق المتوسط أو ملفات الإقليم مستمر وقائم، والثالثة هي دلالة مصرية للحلفاء.
أشار إلى أنه ربما أرادت مصر، بحضور لافت من الرئيس السيسي، التأكيد على أنها ماضية في علاقاتها مع حلفائها بعيدا عن نتائج المباحث المصرية التركية، موضحا أن الملفات العالقة بين مصر وتركيا تتجاوز التعاون المصري القبرصي وترتبط بالرفض المصري لسلوك تركيا بالتنقيب غير القانوني في شرق المتوسط والانخراط العسكري التركي في الأزمة الليبية واستمرار المنصات الإعلامية المعادية لمصر وتُبث من تركيا.