نابليون الثالث أسيرًا.. ما هي بنود الاتفاقية التي وقعتها فرنسا بعد الهزيمة؟
شارل لويس نابليون بونابرت، أو نابليون الثالث، هو ابن أخ نابليون بونابرت، ورئيس الجمهورية الفرنسية من العام 1848، إلى 1852، قبل أن تتحول على يديه إلى إمبراطورية بعد أن قام بانقلاب على نظام الحكم عام 1851، ليستطيع أن يحكم الفترة التي يريدها دون تقييد بسنوات محددة، وظل يحكمها حتى 1870.
وفي مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 1870، هُزمت قوات الإمبراطور نابليون الثالث أمام الجيش الألماني، ووقع نابليون أسيرًا في يد الألمان، في الحرب المعروفة باسم الحرب الفرنسية البروسية، والتي اشتعلت في يوليو 1870، والتي أعلنها الإمبراطور الفرنسي على بروسيا، كان وقتها تعداد الجيش الفرنسي 400 ألف جندي،، والجيش الألماني، قارب المليون.
انطلقت القوات الفرنسية وعلى رأسها نابليون الثالث، وفور وصول القوات إلى الحدود البروسية، كان الجيش الألماني قد حشد قواته، مما أجبر نابليون على بدء الهجوم قبل تنظيم الجيش بشكل كامل، لكن التفوق العددي الألماني لعب دورًا كبيرًا في تلك الحرب، حيث واجهت الكتائب الفرنسية المفككة هجومًا كاسحًا من قرابة 400 الف جندي، حاصروهم من كافة الاتجاهات، وفي معركة سيدان، مع ازدياد الضغط الألماني، وكثافة طلقات المدفعية، استسلم نابليون الذي كان على رأس الميمنة للجيش الفرنسي، فتقدم نحو المعسكر الألماني رافعًا الراية البيضاء، لينهار بعد ذلك كل أركان الجيش الفرنسي أمام الألمان.
محاصرة باريس وإعلان معاهدة السلام
زحف الألمان نحو فرنسا وحاصروا باريس لأسابيع عديدة، وقذفوها بالمدفعية، وفي مايو 1871 وقعت معاهدة فرانكفورت، والتي بموجبها تخلت فرنسا عن عدة مناطق تابعة لها بمناطق ثيونفيل، وسرجومين، وموزيل، وبرياي، وبلدات أخرى عديدة، وقدرت أعداد المواطنين الفرنسيين الذين يعيشون في المناطق التي ضمتها ألمانيا نحو مليون ونصف، وشملت الاتفاقية على دفع غرامات مالية للجانب الألماني، بنحو 5 مليارات فرانك.
بعد الهزيمة تم إعلان خلع نابليون الثالث من الحكم، وإعلان الجمهورية الثالثة، وبعد أن قضى نابليون بعض الوقت في السجن الألماني، كأسير حرب، تم الإفراج عنه، ليذهب إلى إنجلترا، والتي قضى فيها آخر أيام حياته قبل أن يموت بسبب عملية لإزالة حصوات، في يناير 1873.