لماذا قضى الفيلسوف ألبرت شفايتزر معظم حياته في الجابون؟
ألبرت شفايتزر عالم اللاهوت والفيلسوف والعازف الألماني، الحاصل على جائزة نوبل، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر من العام 1965، عن عمر ناهز الـ 90 عام، عاش معظمهم في الجابون، ليمارس عمله كطبيب، حيث أسس هناك مستشفى لعلاج المرضى، عالج من خلاله الآلاف، وتكفل بعلاج المئات.
كان والده قسًا، وقد ولد في يناير عام 1875، درس اللاهوت والفلسفة في جامعة ستراسبورغ، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة عام 1899، وكتب في تلك الفترة كتابه البحث عن يسوع التاريخي، وفي تلك الفترة أيضًا بدأت مهاراته على العزف تتنامى كثيرًا، وكان متأثرًا بالموسيقي العملاق باخ، فكتب عنه كتابًا يناقش فيه فلسفة باخ الدينية، وصوفية موسيقاه.
بعد ذلك في عام 1905 قرر ألبرت شفايتزر دراسة الطب، وذلك من أجل أن يهب عمله في هذا المجال إلى الخير فقط، وفي 1913 أنهى دراسته وأصبح طبيبًا، وقامت زوجته بالتدريب كي تصبح ممرضة حتى تعينه على عمله، ثم قرروا السفر إلى لامباريني، الواقعة بالجابون، وفور وصوله بنى مستشفى بمساعدة أهل البلدة، لكنه بعد قيام الحرب العالمية، قبضت عليه القوات الفرنسية الموجودة هناك، وخلال تلك الفترة، تعرف على فلسفته ووضع كتابه عن تقديس الحياة، فلسفة الحضارة عام 1923.
كان ألبرت شفايتزر عازف أرغن ماهر، مما جعله يتكسب المال من العزف لفترات كثيرة في حياته من خلال العزف في البلدان الأوروبية، وبدأ في نشر أهم أعماله بعد الإفراج عنه منها المسيحية وأديان العالم 1923، اضمحلال الحضارة 1923، حافة الغابة البدائية 1931، والحضارة والأخلاق 1946.
ألبرت شفايتزر وفلسفته عن تقديس الحياة
اعتبرت فلسفته عن تقديس الحياة إسهامه الأبرز في حياته العملية، ومن أعظم الإسهامات البشرية في ذلك الوقت، تقول ابنته أنه قال لها حين سألته «لقد فعلت الكثير لإفريقيا، هل أعطتك شيء في مقابل الذي قدمته؟ فقال لها: نعم، لم أجد في أي مكان آخر فكرة تقديس الحياة غير هنا».
وفي عام 1952 حصل ألبرت شفايتزر على نوبل للسلام، وذهب لاستلامها في 1953، وألقى خطابًا صنف كأحد أفض الخطابات التي ألقيت في تاريخ جوائز نوبل، ومان بعنوان «المشكلة.. السلام» تحدث فيه عن دور الدول الغنية في رعاية الدول الأخرى المهمشة والفقيرة، كما ساهم كثيرًا بمحاضراته في منع التجارب النووية في الغلاف الجوي، وناشد بإلغاء الأسلحة النووية من العالم.