في ذكرى رحيله.. كيف أنقذ طغرل بك الخليفة من محنته وما شرطه لزواجه من ابنته؟
ملك الملوك ركن الدنيا والدين، سلطان الدولة السلجوقية طغرل بك، الذي تمر اليوم ذكرى رحيله، 4 سبتمبر عام 1063، وهو من مواليد 990، اعتلى الحكم عام 1016، عمل على توسيع الدولة السلجوقية، وزيادة قوتها ونفوذها، حتى عده البعض المؤسس الحقيقي لها.
عندما أُسر الخليفة العباسي القائم بأمر الله، وقت فتنة البساسيري، الذي سيطر على بغداد هو والروافض، أرسل لطغرل بك يستنجد به، يقول له «بحق الله أدرك الإسلام، فقد ساد العدو اللعين، وأخذ ينشر مذهب القرامطة»، فكان رد طغرل بك، إلى الأمير علم الدين أبي المعالي قريش بن بدران «ولكل مجترم في العراق عفونا وأمننا، إلا البساسيري، فإنه لا عهد له ولا أمان منا، فقد ارتكب في دين الله عظيمًا، وهو إن شاء الله مأخوذٌ حيث وجد، ومعذب على ما عمل، فقد سعى في دماء خلق كثير بسوء».
لما وصل نبأ الرسالة للبساسيري خاف وارتعب، وأعاد الخليفة إلى بغداد مرة أخرى، وغادر ومن معه من الشيعة تاركين بغداد، قبل أن يدخلها طغرل بك، والذي أتى واجتمع بالخليفة، وأعطاه الكثير من الهدايا، ووعده بتعقب البساسيري حتى يقتله.
طغرل بك يقتل البساسيري ويتزوج ابنة الخليفة
أرسل طغرل بك وراء البساسيري، جيشًا من ناحية الكوفة، يغلق عليه طريق الشام، وذهب هو على رأس البقية تجاه مكان تواجده، وكان البساسيري بواسط، ودارت هناك معركة كبيرة، انتهت بهرب البساسيري، لكن تبعه بعض جنود طغرل بك، فلحقوه وضربوا فرسه بالنبال، فسقط من عليها، فجائه أحدهم وضرب عنقه، وحملها معه إلى السلطان طغرل بك، الذي أمر أن تذهب إلى بغداد ويطوفون بها أمام العامة.
تقدم السلطان طغرل بك لخطبة ابنة الخليفة القائم بأمر الله، فتمنع الخليفة أول الأمر، إلا أنه وافق في النهاية مع اشتراط أن يعطيها صداق ثلاثمائة ألف دينار، وان يقيم ببغداد بشكل دائم، فوافق على ذلك، وبدء بإرسال الهدايا لها من الجواهر والذهب والفضة، وأعطاها مئة ألف دينار.
تزوج من ابنة الخليفة بعد ذلك وتم نقلها إلى داره في بغداد، وكان قد جعل لها سريرًا مكللًا بالذهب، وظل عدة ايام يهديها العقود المكللة بالياقوت والذهب وغيره، ظل مدة سبعة أيام، حتى أصيب بالمرض، فطلب من الخليفة اصطحابها معه إلى بلده فترة قليلة، وبعد رحيلة بفترة قليلة توفي السلطان طغرل بك في 1036.