أوراق طه حسين الشخصية.. رسالة أمينة السعيد له من أمريكا
طه حسين، عميد الأدب العربي، والحالة الإنسانية الفريدة، الثائر على الجمود، والمؤثر في كل مصري، سواء أكان يعرف هذا أم لم يعرف، كان يحبه أم يكرهه، رائد النهضة الأدبية والتعلمية الحديثة في مصر، وسبب حصول المصريين على حق التعليم بالمجان.
كان طه حسين يحتفظ بين أوراقه بالعديد من الرسائل، التي أرسلها له العديد من الشخصيات الأدبية مثل سهير القلماوي، ومحمد مندور، وعوض محمد، وغيرهم، ومن تلك الرسائل، رسالة السيدة «أمينة السعيد»، التي تتلمذت على يديه، والتي كانت طالبة في أولى دفعات الجامعة المصرية، ومن اول النساء اللائي عملن في الصحافة المصرية، وكان طه حسين له التأثير الكبير على حياتها وتفكيرها، مما أعطاها دائمًا أمل المواصلة والاستمرار.
نص رسالة أمينة السعيد لـ طه حسين
تقول له في رسالتها التي أرسلتها لـ طه حسين بتاريخ 21 ديسمبر عام 1956 «سيدي الأستاذ العزيز الجليل.. تحياتي واحترماتي وأشواقي، أبعث بها إليكم مم الولايات المتحدة، راجية من الله غز وجل، ان تكونوا والسيدة الحرم المصون، على خير ما أتمناه لكم من الصحة، والسعادة، وراحة البال، شحنت فجأة إلى أمريكا وجاء الأمر على غير تمهيد أو استعداد، فلم أدر إلا وأنا مسافرة بالطائرة، وليس معي من متاع الدنيا والآخرة سوى إيماني بقضيتنا، وصدق نيتنا في الدفاع عنها، وهذا الإيمان قد لا يطعم من جوع ولا يكسو من عري، ولكنه يغمر القلب إحساسًا من البطولة».
وتضيف «أنا هنا أقوم بواجبي كاملًا، فأتكلم بمعدل ثلاث مرات في اليوم، أحيانًا في مجتمعات كبيرة، وأحيانًا أخرى في التلفزيون أو الراديو، وبجانب هذا الخير العميم كله، احتمل نصيبي من بهدلة الصهيونيين الذين لا يبخلون علي بإهانة، وإن عظمت، كان بودي أن أطلق لساني على سجيته في الرد عليهم بما يستحقون، ولكن الموقف يلزمني بالتأدب رغم أنفي».
وتختم رسالتها برجائها أن يطلب إليها أي شيء لزوجته، تحضره لها معها من أمريكا «وأملي أن تشرفني مدام طه بأي طلب من أمريكا، فهنا أشياء كثيرة وجميلة، وليس احب إلي من أن أحمل إليها بعضًا منها.. عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير، وإلى الملتقى إن شاء الله.. وختامًا اقدم عظيم إجلالي واحترامي، ودمتم في رعاية الله.. المخلصة: أمينة السعيد».
