النجاح لا يقتصر على كليات القمة.. قصص أبطال حققوا نجاحات باهرة في مختلف التخصصات
دائمًا ما يصاحب فترة إعلان نتائج الثانوية العامة حالة كبيرة من الإحباط، خاصة للطلاب الذين بذلوا قصارى جهدهم أو من كانوا يأملوا في دخول كلية من كليات القمة كما يتم تصنيفها، فالمجتمع يصنف مقدار نجاح الشخص على أساس وظيفته ومكانته الاجتماعية، هذا الأمر الذي يجعل الطب والهندسة والإعلام أهداف أغلب الطلاب، ولكن هذا التصنيف يضع فئات متعددة في نطاق ظالم.
في السطور التالية القاهرة 24 ترصد قصص أشخاص حققوا نجاحاتهم الخاصة مواجهين عقدة كليات القمة.
من كلية الهندسة لكلية آداب شعبة جغرافيا، هكذا تغير مسار حياة عبد الله عزام في يوم وليلة بعد ظهور النتيجة وتأكده من أن المجموع الذي حصل عليه لن يجعله يصل لحلمه، وأشار عزام إلى أنه تعرض لظلم في رصد درجاته مما أدى لدخوله في صدمة هو وأهله لفترة، لكنه سرعان ما جمع شتات نفسه وتدارك الموقف وقرر البحث عن طريق آخر يوصله في النهاية لحلمه.
تغيرت حياة عزام منذ هذه اللحظة بشكل كبير، فقرر أن يدخل آداب برغم حصوله على مجموع يؤهله لدخول كليات آخرى، فقد سمع عن احتواء قسم الجغرافيا على شعبة المساحة، الأمر الذي أعاد حلمه بالظهور من جديد، ولم يتحدى المجتمع فقط بل تحدى في المقام الأول نفسه، فكان له نصيب في التنافس على المراكز الأولى دائمًا، ومن هنا بدأت ملامح الطريق بالظهور، فترشح بسبب تفوقه للحصول على تدريب صيفي في المقاولين العرب.
وتدرج في المناصب من استشاري مساحة لمدير مشروع وصولًا لصاحب مكتب متخصص في المساحة والخرائط بالإسماعيلية، ويأمل بأن يفتتح العديد من الأفرع لمكتبه على مستوى العالم، خاصة وأن اسمه مطلوب في سوق العمل بعدما تعامل مع العديد من الأشخاص في مختلف المحافظات، قطع عزام جزءًا كبيرًا من حلمه وهو ابن الـ26 فقط، ليثبت لنفسه قبل الجميع أن النجاح لا يقتصر على أوهام وضعها المجتمع، فوجود المهن المختلفة هو سبب النجاح والتقدم، الأمر متروك فقط للشخص ليس إلا.
جدير بالذكر أن شعبة المساحة أنُشئت في عام 1959 باسم شعبة الخرائط والمساحة، وقد تخرجت أولى دفعاتها عام 1961، وهي بذلك تعدّ من أقدم الشُّعب التي تهتم بدراسة المواد المتصلة بالخرائط والمساحة في الجامعات المصرية، ويعمل خريجو قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية في هيئات وشركات وإدارات مختلفة بمختلف مجالات الصناعة، والزراعة، والتخطيط، والإدارة المحلية، والأرصاد الجوية، وإدارة الموارد، وإدارة المشكلات البيئية بالإضافة إلى مجال التعليم.
لم يختلف الأمر بالنسبة لأسماء الجندي كثيرًا، فكرست حياتها المدرسية في دراسة اللغات والتشعب فيها أكثر وأكثر، أمله أن تلتحق بكلية الألسن ذات يوم، الأمر الذي تلاشى في حال حصولها على مجموع الثانوية العامة، اختلفت رد فعلها قليلًا عن عزام فشعرت بإحباط شديد وهي ترى أحلامها تتحطم أمامها، الأمر الذي أدى لانعزالها فترة وابتعادها عن رؤية أي شخص، وانتهى بها المطاف طالبة بكلية الهندسة ولأنها لم ترغب فيها فلم تكن سعيدة، الأمر الذي جعلها تحول لكلية العلوم، ولم تجد نفسها أيضا، حتى استقرت في النهاية بكلية التجارة.
ومن هنا بدأت رحلة أسماء لاكتشاف نفسها، وبدأت بدراسة الإدارة والتسويق، ثم دخلت لمجال البورصة، ولكنها لم تستغرق وقتًا طويلًا به، ثم درست المحاسبة وبعدها ريادة الأعمال، وانتهى المطاف بها بتحضير ماجستير في المحاسبة ودمجت بينها وبين الإدارة وعلم التمويل السلوكي والموارد البشرية، الأمر الذي وصفته بأنه فريد من نوعه «لو اتطبق في الشركات هيفرق كتير».
لم تكتفِ الجندي بهذا القدر فقد شاركت في مسابقة لريادة الأعمال وحصلت من خلاله على لقب أفضل مخططة أعمال من قبل شركة شيل والصندوق الاجتماعي، ونفذت مشروعها الخاص القائم على دعم وتعليم الشباب طريقة تنفيذ مشارعهم الخاصة والتسويق لها، كما ألفت كتاب لريادة الأعمال بهدف توفير ثمن الكورسات الباهظة على الشباب، وفي النهاية عبد الله وسهام هم أمثلة لحالات متعددة على أرض الواقع، فالأمر غير مكتفي على حالات عبد الله وسهام، النجاح لا يعتمد سوى على الرغبة النابعة من داخل الشخص.