دراسات حول نجيب محفوظ 7.. دلالة المكان في الثلاثية لـ دحماني سعاد
نجيب محفوظ هو الأب الشرعي للسرد العربي، فقد طور في الشكل الروائي وأبدع في جميع المذاهب التي استخدمها، وكتب في مضامين متنوعة فملأ الدنيا إبداعًا، وأصبح شاغل النقاد والأكاديميين الذين قدموا ومازالوا يقدمون دراسات حول إبداعه.
من بين الدراسات حول نجيب محفوظ دراسة بعنوان «دلالة المكان في ثلاثية نجيب محفوظ» للطالبة دحماني سعاد، وهو بحث ماجسيتر مقدم إلى كلية الآداب واللغات جامعة الجزائر عام 2008.
جاءت الدراسة في 3 فصول في تمهيد وثلاثة فصول، وتناول الفصل التمهيدي مبحثين، يتمثل الأول في مفهوم المكان والفضاء في الرواية حيث حددت الدراسة مجموعة من المفاهيم والمصطلحات التي تعالج اللبس بين مفهوم كل من المكان والفضاء في الرواية مع تحديد مفهوم الوصف الذي يمثل الأداة الرئيسية في تجسيد المكان، أما المبحث الثاني فتناول فيه دلالة العناويين الثلاثة الثلاثية وعلاقتها بالمكان الروائي من خلال ثلاث مستويات: النحوي والمعجمي والدلالي.
وجاء الفصل الأول بعنوان بنية أمكنة الثلاثية، حيث تناول أنواع الأمكنة الموجودة في الثلاثية والتي تتحكم فيها ثنائية رئيسية تتمثل في ثنائية المغلق المفتوح، وانطلاقا منها خصصت للفصل مبحثين، أدرجت في المبحث الأول كل الأماكن المغلقة الثلاثية كالبيت والسجن.. وما يتفرع عنها من أمكنة جزئية، أما المبحث الثاني فأدرجت فيه الأماكن المفتوحة على الخارج كأماكن الانتقال الخاصة مثل المقهى والحانة والمسجد وأماكن العمل وأماكن الانتقال العامة كالأحياء والساحات، وما يتفرع عنها هي الأخرى من الأمكنة فرعية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان علاقة المكان بالشخصية والزمن، ويتشكل من مبحثين، تناولت في المبحث الأول علاقة المكان بالشخصية الروائية من خلال ثلاث عناصر أولها مفهوم الشخصية الروائية، وثانيها بنية شخصيات الثلاثية، وثالثها تمثل في علاقة المكان بالشخصية، أما المبحث الثاني فيتمثل في علاقة المكان بالزمن الروائي وتناول مفهوم الزمن وعلاقته بالمكان الروائي، ثم متغيرات الزمن حيث أبرز أثر الزمن على كل من المكان والشخصية في الثلاثية.
الأمكنة المفتوحة
ومما جاء في الدراسة: نعني بها الأمكنة المفتوحة على الخارج أماكن انتقال وحركة، حيث يتجلى فيها بوضوح الانتقال والحركة، وتنقسم إلى مفتوح خاص ومفتوح عام، إذ تمثل هذه المجموعة كل أماكن الانتقال الموجودة في الثلاثية، وهي بالطبع كل الأماكن المعادية لأماكن الإقامة، والتي تشكل معها انقساما جدليا بين الداخل والخارج، وإن كانت في حد ذاتها متفرعة، فتكون مسرحا لحركة الشخصيات وتنقلاتها وتمثل الفضاءات التي تجد فيها الشخصيات نفسها كلما غادرت أماكن إقامتها الثابتة، مثل الشوارع والأحياء والمحطات، وأماكن لقاء الناس خارج بيوتهم كالمحلات والمقاهي.
يحتفل مصر والعالم، بالذكرى الخامسة عشر لميلاد أديب نوبل نجيب محفوظ، الذي غاب عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، تاركا خلفه تراثا أدبيا فريدا، وأعمال تغنى بها المكتبة العربية، وتضع الرواية المصرية فى مصاف الروايات العالمية، مثل «الثلاثية، اللص والكلاب، أولاد حارتنا».