أشراف الجنوب.. قصة أول فيلم وثائقي لـ طلاب إعلام القاهرة يتأهل لمهرجان عالمي | صور وفيديو
جلست نرمين أمام الحاسوب الخاص بها، ظُهر يوم الخميس الموافق 26 أغسطس، لتفتح رسائل البريد الإلكتروني الواردة بعشوائية، لتجد: مبروك تم تأهيل فيلم أشراف الجنوب لنهائيات مهرجان بورتو سيزارو بإيطاليا.
عاودت نيرمين قراءة الرسالة أكثر من مرة.. لم تصدق ربما حدث خطأ ما، وبحثت في جميع الصفحات الرسمية الخاصة بالمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي، لتجد أكثر من منشور يوضح تأهلهم بالفعل لنهائيات المهرجان.
أشراف الجنوب، فيلم بدأت حكايته من صحراء مرسى علم تحديدًا قبيلة العبابدة، عندما كانت نورهان نبيل منتجة الفيلم، تقوم بزيارة سياحية، ولفت انتباهها تلك القبيلة التي تعرفها لأول مرة، وطرحت الكثير من الأسئلة على القبيلة كلما قابلت فرد منها على محض الصدفة، لتتعمق أكثر ويزداد شغفها بهم، وأخذها شغفها لأن تكون تلك فكرة مشروع التخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة.
نعود أكثر بالزمن، لنقف عند لحظة مُناقشة أفكار لمشروع تخرج فريق فيلم أشراف الجنوب، حيث أوضحت نرمين مروان مُعدة وكاتبة محتوى الفيلم، أن كلية الإعلام ألزمتهم بأن تكون أفكار مشروعات التخرج يمكن تنفيذها داخل القاهرة فقط، والسفر ممنوع، وذلك للالتزام بالإجراءات الاحترازية في ظل بداية فيروس كورونا، متابعةً: اجتمعنا أكثر من مرة، وناقشنا أفكارًا كثيرة يُمكن تنفيذها داخل القاهرة، لكن دائمًا كان فيه حاجة ناقصة ممكن الحبكة أو صعوبة التصوير وهكذا.
قالت نرمين مروان لـ القاهرة 24، إن نورهان طرحت فكرتها، وكانت مُناسبة تمامًا لجميع المتطلبات والشروط، لكن تم استبعادها لصعوبة السفر والتنفيذ لمُناقشة أفكار أخرى، ثم العودة لفكرة أشراف الجنوب، فيتذكروا شروط الكلية ومنع السفر، وبنهاية المطاف اتفق الفريق على تنفيذ فكرة أشراف الجنوب، والسفر على مسئوليتهم الخاصة، حيث تسكن قبيلة العبابدة.
أكدت نرمين أن السفر تم على مرحلتين، الأولى كانت معاينة الأماكن وأخذ الموافقة المبدئية من أفراد القبيلة للتصوير معهم، وكانت تلك المعاينة في منطقة محميات، ما يُحتم عليهم الحصول على تصريحات من كلية الإعلام للتصوير في تلك المناطق، لكن جاء رد الكلية بالرفض، حتى جاء موعد السفر للمرحلة الثانية والأخيرة حيث التصوير، ليُصاب أغلب أعضاء الفريق بفيروس كورونا، ولا يتمكن من السفر سوى خمسة فقط من أصل 11 فردًا بالفريق، واضطروا في البداية إلى عمل مُعاينة لأماكن أخرى غير المحميات يُمكنهم التصوير بها، واستمرت المعاينة لمدة يومين ونصف.
انتهى كل شيء، لتبدأ لحظة التصوير وعمل المقابلات الشخصية مع أفراد القبيلة، لتسيطر الصدمة على أعضاء الفريق عندما طرحوا سؤالًا «أيه طلباتكم؟»، ليجدوا الردود مُمتلئة بكلمات توحي بالرضا برغم سوء حالتهم وصعوبة العيش، فهم يعيشون حياة الترحال من مكان إلى آخر.. يبحثون عن قُوت يومهم، ويرعون بعض الأغنام والإبل في حالة من الرضا.
أضافت أنهم بعد سماع كلمات الرضا تلك، قرروا تغيير رُؤية المشروع وفكرته الأساسية من تسليط الضوء على تلك القبيلة، ومساعدتهم في معيشة أفضل، لينقلوا مشاعر الرضا الحقيقية إلى الناس، خاصة تلك الفئة من الشباب التي لا تكترث بما تملك من نِعم مهما كانت كثرتها، ودائمًا تطلب المزيد، ولا ينتابها مُجرد الشعور بالرضا.
سارت الأمور كما خُطط لها، ونجح الفريق في توصيل رؤيتهم للجمهور، حيث حصل الفيلم الوثائقي أشراف الجنوب على المركز الأول على الكلية، وجائزة أفضل تصوير وأفضل إخراج، كما فاز بالمركز الأول مناصفة في مسابقة الإعلام والتحول الرقمي.،
نرمين أكدت أنها تولت التقديم على أكثر من مهرجان داخل مصر وخارجها، حيث حرص الفريق منذ أول لحظة على عمل فيلم يحصد المركز الأول، ويليق بمحتوى المهرجانات، حتى تلقت نرمين رسالة تؤكد قبولهم وتأهلهم لنهائيات مهرجان بورتو سيزارو بإيطاليا، وعقدت نهائيات المهرجان خلال 3 أيام 3،4،5 سبتمبر الجاري.
في نهاية حديثها لـ القاهرة 24، توجهت نرمين بالشكر لأعضاء فريق عمل فيلم أشراف الجنوب، وشكرت أعضاء هيئة التدريس على تعاونهم، خاصة مشرفة المشروع الدكتورة نجلاء عبدالقادر، مخرجة بقناة النيل للتليفزيون، والدكتور شيماء ذو الفقار، رئيس الشعبة، مؤكدةً، أن الجروب ودعمه أحد أكبر أسباب نجاح الفيلم.