ذكرى قتل مودود بن التونتكين وتواطؤ الشيعة الباطنية مع الصليبيين
في مثل هذا اليوم 5 سبتمبر من العام 1113 قتل الأمير المجاهد «مودود بن التونتكين» أمير الموصل في صحن الجامع الأموي بدمشق، عندما دخل يوم الجمعة ليصلي، ففاجأه رجل من الباطنية، أتاه ليسأله عن شيء يمن به عليه، فسمح له بالاقتراب، لكن الرجل غدر به ووجّه له طعنة استقرت في قلبه، ليقع على إثرها ميتًا في الحال.
الباطنية هي فرقة من الشيعة الإسماعيلية، خانت البلاد الإسلامية على مدار وجودها، وساعدت الصليبيين في احتلال البلدان الإسلامية، كما كان لها تأثير كبير في تفكك دولة السلاجقة وانهيارها، وقتلت بأيدي رجالها الكثير من الأمة والقادة والوزراء، وكانت في دمشق في تلك الفترات ويساعدها طغتكين أمير دمشق، تقتل كل من يخالفها.
لم يكن مودود بن التونتكين أول من اغتالوه من السلاجقة، ولا آخر المغدورين، فأول من قتلوه كان الوزير السلجوقي نظام الملك، والوزير أبو طالب السميرمي، والوزير أحمد بن الفضل، والوزير فخر الملك، وجناح الدولة حسين أمير حمص، قتلوه وهو خارج من قلعته ليصلي الجمعة، ووالي الموصل آق سنقر البرسقي، والخليفة العباسي المسترشد، وولده الخليفة الراشد، وغيرهم من المؤثرين وأصحاب العلم والحكمة والقيادة.
بطولات الأمير مودود بن التونتكين
كان مودود بن التونتكين أميرًا عادلًا، أمر بالعدل والرحمة، وأشاع الأمان بين الناس، وكانت قضيته الكبرى هي الجهاد ضد الصليبيين، ومن انتصاراته الكبيرة، عندما حاصر الرها، التي كانت واقعة تحت الحكم الصليبي، حاصرها شهرين، حتى شعر بأن الجيوش الصليبية ستحاصره، فانسحب إلى حران، حتى وصل له المدد من دمشق، ثم أخذ الجيشان في تبادل المناوشات العسكرية، حتى قرر مهاجمتهم وهم يجلون بعض القرى الصليبية، فقتل وأسر الكثير منهم، واستطاع السيطرة على العديد من الحصون المحاوطة للرها.
في موقعة الصنبرة، التقى مودود مع الجيش الصليبي، وكانت معركة كبيرة، سحق فيها مودود وجيشه الجيش الصليبي، وقتل منهم ألفي فارس، وأسر الكثير منهم، واستولى على الخيول والسلاح والأموال التي كانت معهم، ثم أخذ جيشه والجيوش المنضمة إليه، وأخذ يطوق الحصون والحاميات المجاورة، بين عكا والقدس، وكان مودود يشكل رعبًا وهمًا كبيرًا لدى الصليبين، لما كان يملكه من الدهاء والحنكة التي تؤهله لربح ما يريد من المعارك، حتى أتت الباطنية وأسْدَت للصليبيين الخدمة الكبيرة، بأن قتلوه.