ذاكرة الأمثال 46.. بحِّر سنة ولا تقبِّل يوم
بحِّر سنة ولا تقبِّل يوم، واحد من الأمثال المُنتشرة بين المصريين، ويدل على انطباعهم تجاه كل من شمال مصر وجنوبها.
يُقصد بكلمة بَحِّرْ؛ أي: سَافِرْ إلى الوجه البحري، وهو الريف، في حين المقصود بالقول لا تْقَبِّل؛ أي: لا تسافر إلى الوجه القبلي، وهو الصعيد.
يُفسر أحمد تيمور باشا، المثل في كتابه الأمثال العامية أن المقصود: خير لك أن تسافر إلى الوجه البحري، ولو قضيت سنة أفضل من أن تسافر إلى الصعيد ولو لمدة يوم واحد، وذلك لتفضيل الريف على الصعيد لما في هذا من المشقة، ويُضرَب المثل في تفضيل طول المسافة مع الراحة على قصرها مع التعب.
البخت يتبع أصحابه
من الأمثال أيضًا قولهم البخت يتبع أصحابه، أي أن الحظ يتبع صاحبه أينما ذهب، والمراد: سوء الحظ، وفي معناه قولهم: بختها معها معها وقولهم: بختي لقاني إلخ، وقولهم: رحت بيت أبويا أستريح إلخ، وقولهم: قلت لبختي أنا رايحة أتفسح.
الأمثال ليست كلامًا يُقال لمجرد القول أو اللهو والتسلية وفقط، بل الأمثال ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يؤمنون به، وتعبر في كثير من الأحيان عن الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه قائلوها.