ذكرى إعدام محمد كُريم.. رفض حماية الإنجليز وقاوم الحملة الفرنسية
أعدم في مثل هذا اليوم 6 سبتمبر من عام 1798، حاكم الإسكندرية محمد كريم الذي ثار على الاحتلال الفرنسي، وقاومه حتى قرروا التخلص منه، وكان محمد كُريِّم معروفًا بهمته ونشاطه الكبير، فعينه مراد بك على رأس الديوان والجمرك، وصار هو حاكم الإسكندرية، ومدير شئونها.
خرجت السفن الفرنسية من ميناء طولون، ولم يكن معلومًا أي بلد سيقصدون، وفوجئ محمد كريم بظهور 25 سفينة، أمام أسوار الإسكندرية، أرسلوا إليه بأنهم من الإنجليز، وأنهم جاءوا ليفتشوا عن الفرنسيين، وهم مكلفون بحماية الإسكندرية من أي اعتداء محتمل، لكن رفض محمد كريم طلبهم، ولم يفتح لهم الطريق ولم يزودهم بأي مؤن من التي طلبوها، وظن أنهم يكيدون لهم، ورد عليهم بعبارات جافة، وقال لهم “هذه بلاد السلطان، وليس للفرنسين ولا لغيرهم علينا سبيل”.
بعد عدة أيام ظهرت المئات من مراكب الفرنسيين، قرابة شواطئ الإسكندرية، ولم يمر يوم على وصولهم، حتى أصبح السكان في اليوم التالي ووجدوا عساكر الفرنسيين يحاوطون المدينة من جميع الاتجاهات، ودخلوا الإسكندرية بسهولة كبيرة، وقتلوا ببنادقهم أعدادًا كثيفة من السكان، وأخلت جنود حامية الإسكندرية الأبراج والمواقع الحصينة من الأسلحة وتركوا الإسكندرية منسحبين أمام قوات الفرنسيين.
القبض على محمد كريم وإعدامه بالبنادق
قبض الفرنسيون على محمد كريم، وطالبوه بالمال الكثير وحبسوه في مركب، ثم أعطى نابليون الأمان لمحمد كريم، بعد ذلك واختصه ورفع شأنه، وجعله حاكمًا للإسكندرية، ويعاونه كليبر، لكنه ظل يقاومهم، ويهون من شأنهم أمام العامة، وبحث الناس على حربهم والقضاء عليهم.
وجد الفرنسيون مكاتيب لمحمد كريم يحرض عليهم فيها، فاغتاظوا منه كثيرًا وقبضوا عليه وأرسلوه للقاهرة، ورفضوا شفاعات كبار المصريين وأرباب الدواوين، ووضعوا أمامه شرطًا لتركه، بأن يدفع مبلغًا ضخمًا من المال، وهو مبلغ تعجيزي، وتركوا له مدة 12 ساعة فقط، وإلا قتل بتهمة خيانة الفرنسيين، استغاث كُريِّم ببعض المشايخ والسيد أحمد المحروقي بأن يساعدوا على نجدته.
فلما انقضت المدة، أحضروه وأركبوه حمارًا، ويحيط به مجموعة من العساكر، يتقدمهم عسكري يدق على طبل كبير، ووصلوا به إلى الرسيلة، وقيدوه بالحبال، وأخذوا يطلقون عليه ببنادقهم حتى مات، وأخذوا رأسه ووضعوها فوق نبوت وداروا بها، والمنادي يقول: هذا جزاء من يخالف الفرنسيس.