نوادر جحا | الخمّار والماجن أصلح الشهود
جحا، أو نصر الدين كما يطلق عليه الصوفيون، شخصية خيالية، يُنسب إليها العديد من المواقف الطريفة، والتي يكون وراء طرافتها مغذى آخر تعليمي، أو بعد فلسفي، تنتشر نوادر جحا في جميع أنحاء البلدان العربية، وصارت جزءًا من هويتنا الثقافية، والنادرة هي ما خرج من الكلام عن ما هو معتاد لدى الناس، ونحن اليوم نعرض إحدى تلك النوادر التي نسبت له، وتحمل في طياتها بعد فلسفي، بالإضافة إلى طرافة الحكاية.
تقول الحكاية:
أن جحا كان يتولى القضاء، فجاءه رجل يستغيث به لأنه وجد طنبوره المسروق، مع بائع في السوق، وأراد أن يأخذه منه لكن السارق ادعى أنها له وأنكر عليه ما يقول.
فأرسل جحا في طلب البائع المتهم، ثم سأل صاحب الطنبور عن شهود معه يؤكدوا ادعائه، فجاءه الرجل بشاهدين، أحدهما صاحب حانة، والآخر ماجن عاطل عن العمل.
وأقر الأثنان بأنهما يعرفان الطنبور ويعرفان أنه لصاحبهما، ودللا بأن له علامة، وهي أن فيه كسرًا بأعلاه ورباطًا بأسفله، وليست مفاتيحه محكمة الشد والحركة.
وطابقت العلامة وصف الطنبور.
قال المتهم: إن شهادة الخمَّار والماجن لا تُقبل في الشريعة.
رد جحا: نعم، لكن حين تكون الدعوى على طنبور، فالخمار والماجن أصلح الشهود!.