ملعقة وبالونة.. أسلحة فلسطينية بسيطة كشفت فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية
رغم الحديث المتكرر عن تفوق إسرائيل العسكري وامتلاكها أفضل أجهزة المراقبة والتتبع إلى أخره، إلا أن الفلسطينيين دائما ما يضربون أروع الأمثلة في تحطيم هذه الأسطورة على صخرة صمودهم وإرادتهم في الحرية، ولعل عملية الهروب التي نفذها 6 من الأسرى الفلسطينيون من سجن جلبوع الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، تعتبر المثل الأروع في التاريخ الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ورفضه.
عملية الهروب هذه والتي تمت اليوم عن طريق نفق حفره من قبل 6 اسرى فلسطينيون بـ ملعقة، وصفت بأنها مهمة مستحيلة بالنظر إلى أن السجن محصن بجدران أسمنتية عالية، وكلاب بولسية، وكاميرات داخلية وخارجه، في حين يأتي يتفقد السجان المساجين بمعدل ثلاث إلى أربع مرات يوميا، فيما يعرف بـ التمام، ويقوم السجانون بفحص كل مخارج ومداخل الزنازين وإحصاء عدد المساجين، بينما ينقل المساجين كل 6 أشهر من عنبر إلى آخر.
الأسرى الفلسطينيون الـ6، استطاعوا خداع أقوى جهاز أمي مخابراتي في العالم، مستغلين عيبًا تخطيطيًا في مبنى السجن، واستمرا على مدار من 3 إلى 6 أشهر في حفر نفق طوله 25 مترا مستخدمين ملعقة فقط، يبدأ من الزنزانة القابعين بها، وينتهي خارج أسوار السجن، حتى استطاعوا الهروب ووضع إسرائيل في موقف محرج أمام العالم بسبب ملعقة.
لم تكن الملعقة السلاح الفلسطيني الوحيد الذي هزم الرواية الإسرائيلية بتفوقها العسكري والأمني، بل كانت للبالونات الحارقة أثر كبير في إحداث حالة من الهلع الرهيب في نفوس الإسرائيليين، لأنها تتسبب في اندلاع حرائق واسعة في الداخل الإسرائيلي، ولم تستطع إسرائيل منعها رغم امتلاكها منظومة القبة الحديدية الدفاعية التي تتباه به إسرائيل وكلفها أكثر من 210 مليون دولار.
أحدثت البالونات الحارقة التي يتم اطلاقها من قطاع غزة على الأراضي الزراعية في إسرائيل، إرباكا شديدا للحكومة الإسرائيلية، وغالبا مع ترد على إطلاق هذه البالونات، بغارات جوية تستخدم فيها الطائرات والصواريخ، لكنها لم تستطع إيقاف إطلاق البالونات الحارقة أو حتى مواجهتها وإسقاطها.
أيضا دفعت البالونات الحارقة، لتغيير استراتيجية إسرائيل في التعامل الأمني مع قطاع غزة بعد ظهور البالونات الحارقة، وصارت تتفاوض على عدم إطلاقها وذلك لعدم قدرتها على مواجهتها.
