استثمارات بـ1.8 مليار دولار.. اقتصاديون: السوق المصرية تتمتع بفرص للاستحواذات وأسعار الأسهم جاذبة
استطاع الاقتصاد المصري أن يتغلب على تداعيات أزمة كورونا وجذب استثمارات متنوعة بقيمة تصل إلى 1.8 مليار دولار في أول 6 أشهر من العام الجاري، وفقا لمكتب بيكر ماكنزي العالمي، وذلك عبر تنفيذ نحو 18 صفقة اندماج واستحواذ؛ ما يجعل السوق المصري الأكثر جذبا في المنطقة من حيث القيمة والثاني من حيث عدد الصفقات.
أكد خبراء اقتصاديون وماليون أنه على الرغم من الأداء الجيد للسوق المصري في الاستحواذات والاندماجات الذي أهله ليكون وجهة للأموال في المنطقة، فإن الفرص الاستثمارية ما زالت تنادي كثيرًا من المستثمرين بدعم من النمو المستمر لمؤشرات الاقتصاد المصري وعملية الإصلاح التي تدعم صعود قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية والأدوية.
ذكر مكتب بيكر مكنزي للمحاماة والاستشارات القانونية أن المستثمرين من الولايات المتحدة الأكثر نشاطًا بإجمالي 21 صفقة، وجاءت بريطانيا في المركز الثاني بنحو 9 صفقات، تليها مصر 8 صفقات، في قطاعات الطاقة والكهرباء والمنتجات الاستهلاكية والخدمات والصناعات المالية وصناعات التكنولوجيا الفائقة على تلك الصفقات.
استحوذت مصر على 18 صفقة، تليها بريطانيا بعدد 11 صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار، وجاءت الولايات المتحدة في المركز الأول من حيث حجم الصفقات، بعدد 22 صفقة خلال النصف الأول من العام، وسيطر المستثمرون من المنطقة على نشاط الصفقات الصادرة، وكانت قطاعات الطاقة والكهرباء وتجارة التجزئة والتكنولوجيا الأكثر جاذبية.
ارتفعت عمليات الدمج والاستحواذ العالمية خلال العام الجاري، حيث تم عقد صفقات بقيمة تقترب من 4 تريليونات دولار خلال الـ8 أشهر الأولى من العام الجاري، واستحوذ شهر أغسطس وحده على صفقات بقيمة 500 مليار دولار، حسب صحيفة فايننشال تايمز.
يقول محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم للاستثمارات المالية، إن تحقيق مصر لمركز متقدم في عمليات الاستحواذات والاندماجات يدل على وجود رغبة كبيرة من قبل المستثمرين في الاستثمار في السوق المصرية واستغلال فرص الربحية الكبيرة لتحقيق عوائد مستقبلية بمستويات متقدمة.
أضاف، في تصريح خاص لـ«القاهرة 24»، أن القطاع المصرفي شهد صفقتي استحواذ من العيار الثقيل باستحواذ بنك أبو ظبي الإسلامي على بنك عودة، بجانب استحواذ هيرميس بالتعاون مع الصندوق السيادي المصري على بنك الاستثمار العربي وإن كانت هيرميس صاحبة النسبة الأكبر، وهو ما يعزز من اتجاه المؤسسات المالية الأجنبية والمحلية من التحول نحو خلق كيان كبيرة تستطيع اقتناص فرص ربحية بشكل أكبر.
قال حسام الغايش، خبير أسواق المال، إن الإصلاحات الاقتصادي التي أجرتها الحكومة قبل جائحة كورونا أسهمت في إنقاذ الاقتصاد المصري من تراجعات قد تكون غير مسبوقة، بالإضافة إلى تهيئة المناق لدخول مستثمرين جدد وإغرائهم بفرص استثمارية متنوعة وكبيرة، مؤكدًا أن مصر استطاعت الاستفادة من التحول الإلكتروني، حيث سجلت استحواذات في قطاع التكنولوجيا والقطاع الطبي، بجانب سعي كثير من الشركات لخلق شراكات إلكترونية متنوعة لمواجهة التطور الرقمي.
أضاف، في تصريح خاص لـ«القاهرة 24»، أن تراجع قيم الأسهم في البورصة يعطي فرص كبيرة للاستحواذات والاندماجات لا سيما قطاع الأدوية والخدمات المالية غير المصرفية بجانب قطاع التكنولوجية في مصر بشكل عام سواء داخل البورصة أو خارجها، مؤكدًا أن دخول القطاع المصرفي في تكنولوجيا المعلومات يسهل اندماج كثير من الشركات لخلق كيانات قوية تستطيع الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق.
