عبد الحميد الثاني.. تلميذ كسول خرجت مصر من نطاق السلطنة العثمانية في عهده
عبد الحميد الثاني، هو السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين العثمانيين، توج في مثل هذا اليوم 7 سبتمبر عام 1876، سلطانًا على دولة الخلافة الإسلامية، بعد خلع أخيه مراد، الذي اشتهر بين الناس بمراد المصلح، بعدما أشيع أنه فقد عقله وأصبح مضطرب نفسيا، فتم خلعه وتنحيته بعد أشهر قليلة على توليه السلطة، وتوج عبد الحميد.
ولد عبد الحميد في 22 سبتمبر عام 1842، من أم أرمنية، وتوفيت أمه عام 1849، وولده أيضًا توفي وهو في التاسعة عشر من عمره عام 1861، وكان أصابهم مرض في الصدر، وانتقل لعبد الحميد، لكن لم يعانِ منه طوال حياته، عرف عن عبد الحميد ميله إلى الانعزال في صباه وفي شبابه، وكان قليل الاختلاط مع أخوته، ويؤثر الابتعاد عنهم وأخذ زاوية منفردة عنهم، وكان متجهم الوجه بشكل دائم عبوس الملامح.
لم يكن عبد الحميد محبًا للتعلم في صباه، وكان مؤدبه كمال باشا وأساتذته عمر افندي، وشريف افندي، وأجهم باشا، والميسيو غادرت، يشكون بشكل دائم من كسله الذي لا ينتهي، وإهماله دروسه، عكس أخيه مراد الذي كان متيقظا ومحبًا للعلم والمعرفة.
التتويج وأخذ العهود والمواثيق على عبد الحميد الثاني
أخذت العديد من المواثيق على عبد الحميد، لكي يسمحوا له بتولي العرش وتنحية مراد، منها، أن يعلن الدستور فور توليه الحكم، أن لا يستشير في أعمال الدولة إلا مشيريه المسؤولين، أن يعين رضا بك وكمال بك سكرتيرين خصوصيين، فوافق فورًا على المطالب، ووعدهم بأن يحقق لهم أكثر منها، وقال أنه سيتخلى عن العرش فور شفاء أخيه مراد من مرضه.
عندما تولى الحكم، تنكر عبد الحميد من وعوده، وراح يماطل في إعلان الدستور، ونشأت العداوة بينه وبين الأحرار، ونشر الجواسيس في كل مكان، يأتوه بكل أخبار الحكومة والمعارضين ورجال الدولة، وعمل على تقييد الصحف والنشر.
توسعت الدولة العثمانية في عهد عبد الحميد، لكن خرجت الكثير من البلدان من تحت عباءة الحكم العثماني أيضًا، منها مصر التي احتلها الإنجليز 1882، وكان تعداد شعبها آنذاك 12 مليون، والسودان الذي أصبح تابعًا لمصر، وقبرص التي احتلها الإنجليز، والبوسنة والهرسك، وتونس التي احتلتها فرنسا في 1881، وكان تعداد شعبها 2 مليون، وغيرها من البلاد التي خرجت من حيازة العثمانيين في عهده.