ريتشارد قلب الأسد| لماذا حظر على اليهود حضور مراسم تتويجه؟
نمُر اليوم بذكرى ميلاد الملك الإنجليزي الشهير، قائد الحملة الصليبية الثالثة «ريتشارد الأول» المعروف بريتشارد قلب الأسد، المولود في 8 سبتمبر من العام 1157.
يعرف بـ ريكاردوس الأول وريتشارد الأول وقلب الأسد، والده هنري الثاني ملك إنجلترا، ولد في أكسفورد، بعد أربع سنوات من تربع والده على عرش إنجلترا، تربى كما يربى أبناء الملوك في ذلك العصر، فَقيد له خير المعلمين في كل المجالات، وكان في صباه يميل إلى العُنف والشراسة مع من حوله.
عندما كبر ريتشارد وأصبح في مُقتبل شبابه، تواطئ مع أخوية هنري وجيوفري على والده الملك من أجل خلعه، في عام 1173، بمساعدة لويس السابع الملك الفرنسي، ودارت العديد من المعارك بين الطرفين انتصر في بعضها ريتشارد وأخوته والبعض الآخر انتصر فيها الملك، ووقعت أم ريتشارد أسيرة لدى الملك، لكن انتهت تلك النزاعات في الأخير بالصلح بينهم.
بعد تلك الوقائع بفترة صغيرة، مات أخيه هنري، ليصبح ريتشارد بشكل رسمي هو وريث العرش وولي العهد، فاتفق مع ملك فرنسا، وكونوا اتحادًا ضد أبيه الملك، وقاما بمهاجمة المناطق التابعة لوالده في نورمانديا بفرنسا، فدعاه والده ليعرف مطالبه من اجل أن يتوقف، فأخبره بأن يرسل معه أخوه الأصغر جيوفري، إلى فلسطين مع الحملات الصليبية، وكان والده يخاف على جيوفري كثيرًا فلم يشأ أن يذهب معه، ولكن ريتشارد ضغط عليه وساومه بذهابه لكي لا يقوم بالعصيان مرة أخرى.
تربع ريتشارد الأول على الحكم وتعرضه للأسر
أصيب هنري الثاني والد ريتشارد بالحُمّى، واشتد عليه المرض إلى أن رحل في 13 أغسطس من العام 1189، ليصبح الطريق مفتوحًا امام ريتشارد المُتعطش للسيطرة على حكم البلاد، وأمر ريتشارد في يوم تنصيبه بأن لا يحضر أي يهودي مراسم التتويج، لتعصبه المسيحي ضدهم، وفي يوم التتويج تسلل بعضهم إلى الحفل، فرآهم جنود ريتشارد، فاعتدوا عليهم بالضرب، ثم نزلوا إلى الشوارع، ودارت بينهم العديد من المناوشات، حتى زاد الأمر عن الحد، وقامت مذبحة في اليهود، انتهت بقتل الآلاف منهم ونهب بيوتهم وأموالهم ونساؤهم.
حكم ريتشارد ريتشارد قلب الأسد من عام 1189 حتى عام 1199، تعرض خلالهم للأسر عندما تحطمت سفينته قرب أكيليا، التابعة للإمبراطور البيزنطي إسحاق الثاني، الذي عارض استيلاء ريتشارد على قبرص، وعندما نزل ريتشارد ليخوض رحلته عبر وسط أوروبا، قبض عليه قرب فيينا عام 1192، من قبل ليوبولد الخامس دوق النمسا الذي اتهمه بأنه قتل ابن عمه كونراد من مونفيراتو، وأُطلق سراحه بعد ذلك في 1194 بعد دفع فدية 150 ألف قطعة فضية.