منشورات ساخرة في حب الملاعق.. كيف استقبل الدعاة هروب الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي؟

تربع خبر هروب ستة أسرى من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين، على قمة محادثات الناس في شتى البقاع؛ نظرًا لدرامية الطريقة التي اتبعها هؤلاء الأسرى في الفرار من غياهب سجن الصهاينة.

على طريقة الروايات.. حفر السجناء الستة نفقًا تحت أرضية حمام زنزانتهم الخاصة، باستخدام ملعقة أخفوها خلف ملصق بالزنزانة، فيما أشارت تقارير عبرية إلى أن الحفر استمر مدة شهرين على أقل تقدير.

استقبل العرب خبر هروب الأسرى الستة بفخر ممزوج بالفرحة، حيث لاقى فعلهم استحسان الجميع، خاصة أنهم كانوا يقضون حكمًا بالمؤبد داخل سجن الجلبوع الإسرائيلي، الذي يعد من أشد سجون الاحتلال حراسة.

علَّق عدد من مشايخ ودعاة الإسلام في مصر والعالم على قضية هروب ستة أسرى فلسطينيين من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي عبر نفق صغير أطلقوا عليه اسم نفق الحرية.

كتب الداعية الإسلامي عبد الله رشدي، الباحث في شؤون الأديان والمذاهب في الأزهر الشريف، والمتحدث الإعلامي السابق باسم وزارة الأوقاف، تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة تويتر يشيد فيها بإصرار الأسرى الستة على الهروب من داخل سجن جلبوع الإسرائيلي، قائلًا: «عفارم يا رجالة».

فيما أشاد الداعية شريف سيد بحادث هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي، عبر عدد من المنشورات المتتالية، رفعها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

دوّن الداعية في منشوره الأول: «في كل مكان.. الحفرة تتجه إلى القاع المظلم.. إلا في فلسطين الأبيَّة، فقعر الحفرة هو السماء!.. وكأن الأرض لانت لهم وفتحت أعماقها تقول: مرحبًا بالطيبين اعبروا بسلام آمنين».

أتبع الداعية شريف سيد منشوره بآخر كتب فيه الدروس المستفادة من قضية هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن الاحتلال الإسرائيلي، «قاسٍ فيه ما بدر من الأسرى الستة أثناء مجاهدتهم للتحصيل الحرية»، مضمنًا إياه صورة النفق الذي حفره الأسرى الستة الهاربين بالتشاطر مع ملعقة.

"بطلوا تيجوا على الغلابة".. متابعون يثورون ضد واعظ أزهري دعا الناس إلى إتقان العمل (صور)

خَطّ شريف سيد هذه الدروس عبر فيسبوك، كاتبًا: «هذا درس في سحر الخطوات الصغيرة، وجدوى استمراريّة السّعي على قلّة ما في اليد، لو حفظت كلّ يوم وجها فقط في مصحفك، بعد سنوات، تكون حافظًا، لو أكلت نصف كميّة الخبز التي تأكلها يوميّا، بعد أشهر، تكون رشيقًا، لو طالعت كلّ يوم نصف ساعة، بعد سنوات، تغدو موسوعيّا، لو تعلّمت لغة كلّ يوم نصف ساعة، بعد سنوات، ستصبح متقنًا لها».

تابع: «هذا تجسيد عمليّ لمقولة قليل المستمر خير من الكثير المنقطع، لو عملت على أيّ هدف مقدارا قليلا يوميّا، بعد سنوات، ستكون في مكان آخر تماما، ستكون في مكان آخر حرفيّا، كأن تكون في زنزانة، وتصبح خارجها، مزيلًا منشوره بالإشارة إلى نقل المنشور».

أعقب شريف هذين المنشورين بآخر ثالث، كتب فيه: «لن تسعفك حدة ذهنك، ولا عمق تحليلك، ولا بُعد نظرتك، بل حتى خيالك الواسع سيقف عاجزًا أمام قصة ستة أحرار في القرن الواحد والعشرين حفروا أرض زنزانتهم بالملاعق وهربوا من أشد السجون مراقبة وتحصينًا لا أجد تفسيرًا منطقيًا سوى أن الأرض عرفت أهلها فلانت لهم».

على المنوال نفسه، كتب الداعية الإسلامي محمود الحسنات، والمقيم في تركيا، صاحب الأصل الفلسطيني وتحديدًا غزة، تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة تويتر، جاء فيها: «ليست كل الملاعق سواء، مُعقبًا: فالملاعق التي تملأ كروشًا ليست كتلك التي تقهر جيوشًا».

في السياق ذاته، كتب هيثم الحويني، نجل الداعية السلفي الشهير أبو إسحق الحويني، منشورًا له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال فيه إن الحرية تنتزع لا تستجدى.

تابع: «خبر جميل لنجاح 6 فلسطينيين في الخروج من معتقل جلبوع الشديد الحراسة عبر نفق حفروه أسفل السجن»، مزيلًا منشوره بهاشتاج نفق الحرية نفق جلبوع.

كما شارك نجل الحويني صورة لمنشور قديم للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، يرجع لعام 2017، كان قد وجهه للفلسطينيين، كتب فيه: «لو أدرك أعداؤنا ما نعرف عنهم لتنازلوا فورًا عن فكرة الحرب، فلا شيء يتحرك في الطرف الآخر فوق الأرض أو تحتها دون علمنا به».

علق هيثم الحويني على الصورة ساخرًا: «الملعقة تشهد»، مضيفًا هاشتاج نفق الحرية نفق جلبوع، تذكيرًا لأفيخاي بما استطاع الأسرى الفلسطينيون فعله بهم رغم انعدام إمكانياتهم، وردًا على كلام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حول مراقبتهم لكل صغيرة وكبيرة من أفعال الفلسطينيين، وادعائهم أنه لا يخفى عليهم من أمر أهل فلسطين شيء.

نجل الحويني عن منح محمد رمضان الدكتوراه الفخرية: الويل لأمة يقودها التافهون

بدوره نشر حاتم الحويني، شقيق هيثم الحويني، ونجل الداعية السلفي الشهير أبو إسحق الحويني، منشورًا له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دوّن فيه: «أدركت اليوم أن الأرض لا تخون أصحابها، فسجن جلبوع يُخترق بنفق الحرية».

ألحق حاتم الحويني منشوره السابق بآخر قال فيه «يمكن أن يهان كيان بملعقة شوربة، فالمقاتل لا يغير عقيدته ولكن يغير موقعه».